مثقلون ومحملون بالهموم، حمل الفلسطينيون أغراضهم، وحاجاتهم، أمتعتهم، وأشياءهم، لملموا جراحهم التي لا تبرأ، وحاولوا مغالبة دموعهم، التي لو سالت لأغرقت ما حولهم، ونزحوا نحو المجهول.. من شمال غزة إلى جنوبها، ولا مكان آمنًا من القصف الإسرائيلي الغادر في القطاع بأكمله.
الصور تصف المشهد، وجوه حزينة، ودموع أغرورقت بها العيون، وابتلت بها اللحى.. هذا يحمل أمه القعيدة، وذاك يجر أطفاله في يد والأخرى أغراضه، وتلك تحمل رضيعها على أكتافها، وكل أملهم أن يبقوا ومن يحبون أحياء لليلة أخرى! ومن الخلف عدو لا يرحم، ولم ترد الإنسانية في قاموسه.
وما بين قصف وحشي، وتوغل عسكري بري من ناحية، وظروف إنسانية مستحيلة بندرة المواد الغذائية والإسعافية، والوقود، وجد أهل غزة أنفسهم ما بين شقي الرحى لا يعرفون متى الخلاص وكيف.
ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية OCHA، فإن عدد النازحين الفلسطينيين داخل غزة، ومن هجروا من منازلهم نتيجة تهدمها، بلغ خلال شهر تقريبًا 1.5 مليون شخص.
وقد ارتفع هذا العدد من 123,538 في اليوم الثاني ( 8 أكتوبر) لاندلاع الحرب، إلى مليون ونصف المليون بحلول الرابع من نوفمبر.