وثَّقت عدسة صحفي فلسطيني مشهدًا مؤسفًا لصفوف من الأطفال، يمدون أيديهم للحصول على فتات الطعام في قطاع غزة، وسط كارثة إنسانية غير مسبوقة، يعيشها سكان القطاع الذي يرزح تحت وطأة نيران الاحتلال الإسرائيلي.
ووفقًا للمقطع الذي صوره الصحفي حسن إصليح، فقد توافد عدد كبير من أطفال غزة والنازحين في صفوف طويلة حول تكية خيرية لتوزيع الطعام المطبوخ في مدينة رفح؛ للحصول على نصيبهم الضئيل، وسد رمقهم باليسير من الطعام.
ويعيش سكان غزة على وقع كارثة إنسانية، تتمثل في قلة الغذاء، وندرة توافُره، وارتفاع تكاليفه في حال توافُره، وسط انعدام وجود المواد الغذائية والطبية.
وحذَّر برنامج الأغذية العالمي من الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع منتصف الشهر الماضي، مشيرًا إلى أن سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يفتقرون لما يكفي من الغذاء، ويواجهون سوء التغذية بعد حصار مهلك، تفرضه إسرائيل على القطاع الفلسطيني.
وقال مسؤولون من الأمم المتحدة إن الإمدادات التي تدخل غزة لا تلبي بحال من الأحوال الاحتياجات الإنسانية للسكان.
وقالت كيونج نان بارك، مديرة الطوارئ في البرنامج التابع للأمم المتحدة: "قبل السابع من أكتوبر كان 33% من السكان يعانون انعدام الأمن الغذائي. يمكننا القول بأمان إن 100% يعانون انعدام الأمن الغذائي في هذه اللحظة".
وفي الآونة الأخيرة أطلق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة تحذيرًا إنسانيًّا، مفاده أن الوضع الإنساني في قطاع غزة بات كارثيًّا وسيئًا للغاية، ويتجه نحو الهاوية؛ بسبب حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولاسيما أن أكثر من 1,8 مليون إنسان أصبحوا نازحين، وأن قرابة (2,4 مليون) إنسان باتوا يعيشون ظروفًا إنسانية صعبة وغير مسبوقة من الشقاء، ويعانون معاناة بالغة في توفير الغذاء والدواء والماء الصالح للشرب.