بعد سفره 3000 عام عبر المجرة، تستضيف السماء ضوء نجم منفجر يصفه علماء الفلك بأنه حدَث كوني "لمرة واحدة في العمر".
وعلى الرغم من أن من الصعب التنبؤ بدقة بالتاريخ المحدد لظهور النجم T Coronae Borealis، أو كما يُعرف أيضًا باسم "T CrB"، في سماء الليل؛ إلا أن علماء الفلك يقولون إنه سيظهر كنجم شديد السطوع يمكن رؤيته بسهولة بالعين المجردة خلال الأيام أو الأسابيع القليلة المقبلة.
ووفق "روسيا اليوم"، تم رصد النجم T CrB لأول مرة منذ أكثر من 800 عام، ولم تتم رؤيته منذ عام 1946.
ويتكون "T CrB" من نظام نجمي ثنائي يبعد نحو 3000 سنة ضوئية في مجرتنا درب التبانة، ويضم قزمًا أبيض صغيرًا بحجم الأرض يدور حول نجم عملاق أحمر؛ أي نجم شبيه بالشمس في سنواتها الأولى، ينفد وقوده النووي.
وعندما ينفد الهيدروجين الموجود في قلب النجم العملاق الأحمر؛ فإنه يبدأ في الانهيار على مدى مليارات السنين، ويتوقف الاندماج النووي فينكفئ على نفسه وتتكدس كل كتلته في قلبه الذي يصبح شديد الكثافة ولكن قليل الضياء، ويتحول إلى قزم أبيض، أي نجم ميت.
ويوضح علماء الفلك أن الضوء الساطع للنجم سيكون نتيجة لانفجار نووي حراري متكرر يحدث داخل نظام النجوم الثنائية.
وتسحب الجاذبية في القزم الأبيض الهيدروجين من العملاق الأحمر؛ مما يتسبب في تراكم الضغط والحرارة حتى يحدث انفجار هائل يحدث كل 80 عامًا، وهو قوي بما يكفي للسفر 2600 عام للوصول إلينا.
ويطلق على هذا الحدث الذي لن يتكرر مرة أخرى بالنسبة لمعظم سكان الأرض الحاليين، اسم "مستعر"، وهو انفجار مفاجئ في الفضاء ينجم عنه سطوع ضوء شديد يتكون على إثره نجم جديد.
وقالت الدكتورة ريبيكا هونسيل، عالمة أبحاث مساعدة متخصصة في أحداث المستعرات في مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا في غرينبيلت بولاية ماريلاند: "إنه حدث يحدث مرة واحدة في العمر، وسيخلق الكثير من علماء الفلك الجدد، ويمنح الشباب حدثًا كونيًّا يمكنهم مراقبته بأنفسهم، وطرح أسئلتهم الخاصة، وجمع بياناتهم الخاصة".
وسيكون حدث "المستعر" مرئيًّا لمدة أسبوع تقريبًا حول كوكبة هرقل (أو كوكبة الجاثي)، والذي يمكن العثور عليه بشكل أفضل باستخدام تطبيقات مخصصة لعلم الفلك على الهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي.
وقال علماء ناسا إن ظهور هذا المشهد السماوي النادر يمكن أن يساعد في إلهام الجيل القادم من علماء الفلك. وسيوفر المستعر أيضًا فرصة فريدة لدراسة بنية وديناميكيات الانفجارات النجمية.
وأضافوا: "عادة ما تكون أحداث المستعرات باهتة وبعيدة جدًّا؛ بحيث يصعب تحديد مكان تركيز الطاقة المتفجرة بوضوح. وسيكون هذا قريبًا، مع الكثير من الأعين عليه، ودراسة الأطوال الموجية المختلفة، ونأمل أن يقدم لنا البيانات لبدء استكشاف البنية والعمليات المحددة المعنية".