تنبأ بزلزال ضخم بالتزامن مع ظاهرة فلكية في دول عربية: الهولندي يثير الجدل.. فما مدى علمية تنبؤاته؟

باتت تغريداته متداولة بشكل كبير بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي
تنبأ بزلزال ضخم بالتزامن مع ظاهرة فلكية في دول عربية: الهولندي يثير الجدل.. فما مدى علمية تنبؤاته؟

منذ أن ضرب زلزال مدمر سوريا وتركيا مطلع شهر فبراير وبات الجدل رفيق تغريدات العالم الهولندي فرانك هوجربتس، بعد أن زعم بأنه تنبأ بحدوث الزلزال، إضافة إلى زعمه علاقة الهزات الأرضية بحركة واصطفاف ومحاذاة الكواكب.

وعاد العالم الهولندي الذي أصبحت تغريداته تتداول بشكل كبير بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لإثارة الجدل من جديد، بتنبؤه بزلازل ضخمة في الأسبوع الأول من شهر مارس؛ بفعل هندسة الكواكب الحرجة.

زلزال ضخم

وغرد الرجل المثير للجدل قبل ساعات محذرًا: "قد يؤدي تقارب هندسة الكواكب الحرجة في حدود 2 و5 مارس إلى حدوث نشاط زلزالي كبير إلى كبير جدًا، وربما حتى زلزال هائل في نحو 3 و4 مارس و / أو 6 و7 مارس".

وأوضح في مقطع فيديو نشره على حسابه أن هناك ترابطًا بين الأنشطة الزلزالية المتوقعة واكتمال القمر، مشيرًا إلى أن أول أسبوع من شهر مارس سيكون حرجًا، لافتًا إلى أن بعض الأنشطة الزلزالية التي يتوقعها قد تتخطى 7.5 إلى أكثر من 8 درجات على مقياس ريختر.

وتأتي تلك التنبؤات في الوقت الذي يُنتظر أن تشهد سماء عدد من الدول العربية حدثًا فلكيًا نادرًا، حيث سيقترن كوكبا الزهرة والمشتري فوق الأفق الغربي بعد غروب الشمس يوم 2 مارس.

هل هناك أساس علمي؟

تقوم فرضية "هوجربتس" على أن جاذبية كواكب المجموعة الشمسية بإمكانها تغيير سرعة دوران الأرض، الأمر الذي يؤدي إلى تغييرات في سرعة الصفائح التكتونية في القشرة الخارجية للأرض، وبالتالي حدوث الزلازل.

وقد سبقه فيها جون جريبين وستيفن بلاجمان حينما توقعا في كتابهما "تأثير المشتري" عام 1974، أن محاذاة كواكب النظام الشمسي ستخلق عددًا من الكوارث، بما في ذلك زلزال كبير في صدع سان أندرياس بولاية كاليفورنيا الأمريكية، في العاشر من مارس من عام 1982، وأصبح الكتاب من أكثر الكتب مبيعًا، لكن لم تحدث الكوارث المتوقَّعة.

تلك الفرضية التي تقوم على حركة الكواكب وعلاقتها بالزلازل، ومنها تنطلق فرضيات وتنبؤات العالم الهولندي، يُعارضها علماء الجيولوجيا من منطلق أن قوة جاذبية الكواكب أضعف بكثير من القوى التكتونية التي تسبب الزلازل والبراكين، كما يصفونها بالتنجيم، ولا يرون لها أي أساس علمي.

ونقلت صحيفة "المصري اليوم"، عن الدكتور أسامة شلبية، عميد كلية الملاحة وتكنولوجيا الفضاء بجامعة بني سويف المصرية، إنه لا أساس علميًا مثبتًا حتى الآن لنظرية ارتباط الكواكب واصطفافها بحدوث الزلازل بوجه عام.

وأوضح "شلبية" أن فرضية وجود علاقة تربط بين الكواكب والأجرام السماوية الكبيرة، وموقعها بالنسبة للأرض، ونشاط حركة الصفائح التكتونية بالقشرة الأرضية، نظرية حديثة العهد ولم يتم التأكد بنسبة 100 % من ثبوت صحتها.

فيما قال عماد مجاهد، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، إن اقتران واصطفاف الكواكب مع بعضها في السماء لا علاقة له على الإطلاق بالزلازل والبراكين، وفقًا لتصريحات نقلتها وسائل إعلامية.

توقعاته محل شك

على الرغم من تسطيح علماء الجيولوجيا لتنبؤات العالم الهولندي، وارتباط حركة الكواكب بالهزات الأرضية، إلا أنه كان من اللافت تحقق بعض توقعاته خلال الفترة القصيرة الماضية.

فقد تنبأ "هوجربتس" بحدوث أنشطة زلزالية في الفترة ما بين 25 26 فبراير في المنطقة العربية وتركيا، وهو ما حدث بالفعل، بعد أن ضربت عددًا من الزلازل الخفيفة تركيا وبعض دول المنطقة.

وصدقت توقعاته بحدوث زلزال قوي في طاجيكستان في 22 فبراير، حيث هز البلاد زلزالاً بقوة 7.2 على مقياس ريختر إلا أنه لحسن الحظ ضرب منطقة قليلة السكان؛ ما تسبب في ضعف تأثيره.

ويمكن إرجاع صدق بعض توقعات "هوجربتس" الأخيرة إلى أنه يختار المناطق الأكثر تعرضًا للزلازل، أو ما يعرف بأحزمة الزلازل، معتمدًا في ذلك على اختيار مساحة كبيرة من سطح الأرض على أمل أن تصادف توقعاته الواقع، على حد تعبير دكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة.

ووفقًا لما نقلته وسائل إعلامية عن "شراقي"، فإن "هوجربتس" لا يستمد في توقعاته وتنبؤاته على أسس علمية ترتبط بالجيولوجيا والقشرة الأرضية وحركتها، بل يعتمد على حركة النجوم وربطها بالزلازل عن طريق برنامج كمبيوتر.

ولفت إلى أن الرجل ليس بعالم أو جيولوجي ولا يحمل درجة علمية واحدة، بل مجرد "يوتيوبر" استغل حدوث الزلازل؛ لتحقيق شهرة وتواجد على حساب العلم والحقيقة، على حد تعبيره.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org