رغم أن 2 سبتمبر الجاري، في نصف الكرة الأرضية الشمالي، كان بداية الخريف، لكنه جاء خاليًا من الطقس اللطيف المعتدل الذي يمتاز به هذا الفصل عن باقي فصول السنة حسب ما أفاد خبراء الأرصاد الجوية.
وتنبّأ الخبراء بأنه سيكون من الصعب هذا العام ملامسة درجات حرارة باردة.
ووصلت تركيزات الغازات الدفيئة ومستويات البحار العالمية والمحتوى الحراري للمحيطات إلى مستويات قياسية في عام 2021، وفقا لتقرير حالة المناخ السنوي الثاني والثلاثين، الذي يوفر التحديث الأكثر شمولا لمؤشرات مناخ الأرض، ونشرته الجمعية الأمريكية للأرصاد الجوية.
في المقابل كشفت بيانات التقرير أن هناك أدلة علمية مقنعة على مخاطر تغير المناخ، حسب ما يقول ريك سبينراد، مدير الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي "NOAA".
وأضاف بحسب "سكاي نيوز عربية: "مع تعرّض العديد من المجتمعات للفيضانات التي استمرت 1000 عام والجفاف الاستثنائي والحرارة التاريخية هذا العام، فإن خطر أزمة المناخ ليس تهديدا مستقبليا فحسب، بل يتوجب التصدي له اليوم وبناء أمم جاهزة للتكيف مع تداعياته الصعبة".
من جانبه، قال بول هيغينز، المدير التنفيذي المساعد للجمعية الأمريكية للأرصاد الجوية: "يوفر التقرير الدولي لحالة المناخ لعام 2021 AMS الصادر حديثًا، مفاهيم علمية للنظام المناخي الحالي وتأثيره على الشعوب".
وشملت نتائج التقرير أن الغازات الدفيئة على الأرض في 2 سبتمبر الجاري، أول أيام الخريف في نصف الكرة الشمالي، هي الأعلى على الإطلاق.
وارتفعت التركيزات الرئيسية لتلك الغازات في الغلاف الجوي، ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز، مرة أخرى إلى مستويات قياسية جديدة خلال 2021.
وكان المتوسط العالمي السنوي لتركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي 414.7 جزء في المليون، وهو أكبر بمقدار 2.3 جزء في المليون عن عام 2020، وكان هذا هو أعلى قياس في سجلات الرصد الحديثة وكذلك الأعلى في آخر مليون سنة على الأقل، بناءً على سجلات المناخ القديم.
ويضيف التقرير أن درجة حرارة الأرض تواصل الارتفاع، وتشير مجموعة من التحليلات العلمية إلى أن درجات حرارة سطح الأرض السنوية كانت 0.38-0.50 درجة فهرنهايت (0.21-0.28 درجة مئوية) أعلى من متوسط 1991-2020، وهذا يضع عام 2021 بين السنوات الست الأكثر دفئًا منذ أن بدأت السجلات في منتصف إلى أواخر القرن التاسع عشر، ويبين أن السنوات السبع الماضية (2015-2021) كانت هي الأكثر دفئًا على الإطلاق.
وزاد متوسط درجة حرارة سطح الأرض بمعدل (0.08-0.09 درجات مئوية) لكل عقد منذ بدء حفظ السجلات، وبمعدل يزيد على الضعف منذ عام 1981 (0.18-0.20 درجة مئوية)، لكل عقد منذ عام 1981، وفقًا لمجموعة من التحليلات العلمية التي تضمّنها التقرير.
وينبّه التقرير الأمريكي أن حرارة المحيطات ومستوى سطح البحر العالمي اليوم هما الأعلى على الإطلاق؛ بسبب الغازات الدفيئة وعوامل أخرى، واستمرت درجات الحرارة العالمية للمحيطات في الارتفاع إلى عمق أكثر من 6000 قدم، مسجلة مستويات قياسية جديدة في عام 2021.
وللسنة العاشرة على التوالي، ارتفع متوسط سطح البحر العالمي إلى مستوى قياسي جديد وبلغ نحو 3.8 بوصات، وهو أعلى من متوسط 1993، العام الذي يمثل بداية سجل قياس القمر الصناعي لمستوى مياه البحر.
ولسنوات طويلة، ظل القطب الشمالي أكثر برودة بشكل عام، لكن تم تسجيل بعض الأرقام القياسية، حسبما يورد التقرير الدولي للمناخ:
كانت هناك 97 عاصفة استوائية خلال مواسم العواصف في نصف الكرة الشمالي والجنوبي العام الماضي، وهذا أعلى بكثير من متوسط عام 1991-2020 البالغ 87 عاصفة.
وصلت 7 أعاصير مدارية شدة من الفئة الخامسة على مقياس سافير-سيمبسون لرياح الإعصار.
سجل حوض أعاصير شمال الأطلسي 21 عاصفة، وكان إعصار إيدا من الفئة الرابعة أكثر العواصف تأثيرا في المحيط الأطلسي، وبلغت خسائر إيدا 75 مليار دولار أمريكي.
كانت كارثة إيدا الأكثر تكلفة في الولايات المتحدة 2021 وخامس إعصار مُكلف منذ 1980، بينما كان "سوبر تايفون راي" ثالث أكبر إعصار في تاريخ الفلبين تسبب في نحو مليار دولار من الخسائر وأكثر من 400 حالة وفاة.