في هذه الصورة التي نشرتها وكالة "رويترز"، نشاهد رجلاً مسنًا يجلس مهمومًا وحزينًا داخل منزله الذي تحول إلى هياكل أسمنتية غير صالحة للسكن، بعد أن أتت عليه الفيضانات المميتة التي تسبب فيها إعصار "دانيال"؛ ليصبح بين يوم وليلة دون مأوى يتلحف بالعراء في مشهد يفطر القلوب!
وتسبب إعصار "دانيال" في فيضانات مدمرة شرق ليبيا، ودمرت قوة الإعصار سدين من أكبر سدود مدينة درنة وهما سد البلاد وسيدي بومنصور، وتسبب انهيارهما في جريان المياه التي احتجزت خلفهما، مما أدى إلى حدوث فيضانات عارمة أتت على الأخضر واليابس، وأحدث أضرارًا ضخمة في المنازل، والأحياء، والطرق، والبنية التحتية، فضلاً عن الأضرار البشرية.
وقال تقرير الأمم المتحدة الخاص بأضرار الكارثة إن 2200 مبنى في درنة تأثرت، حيث تحتاج ليبيا إلى نحو نصف مليار دولار على وجه السرعة للأسر في المناطق المنكوبة، وذلك وفقًا للتقديرات الأولية.
فيما حذرت منظمات إغاثة من المخاطر التي تشكلها الألغام الأرضية وغيرها من الذخائر غير المنفجرة، التي قالت الأمم المتحدة إن بعضها جرفته المياه والسيول إلى مواقع أخرى سبق أن جرى إعلانها خالية من الألغام.
وتُعد الكارثة هي الأكبر التي تشهدها ليبيا منذ ما يناهز 40 عامًا، فقد تسببت في نزوح نحو 40 ألف شخص من المدن الليبية المنكوبة، فيما أثرت الكارثة بشكل مباشر على نحو 250 ألف شخص، وقتلت ما يزيد على 11 ألفًا، فضلاً عن آلاف المفقودين غير المعروف مصيرهم حتى الوقت الراهن.