تسببت أكبر عاصفة مغناطيسية تضرب الأرض منذ عقدين من الزمن، التي أثارتها التوهجات الشمسية، في ظهور الشفق القطبي (الأضواء الشمالية) في سماء عدد من الدول والمدن في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. ونادرًا ما تظهر هذه الظاهرة النادرة في مثل تلك المناطق.
وعلى الرغم من الاضطرابات التي أصابت المجال المغناطيسي للأرض نتيجة الانبعاثات الشمسية، وتأثُّر بعض الأقمار الصناعية بالعاصفة، منها أقمار "ستارلينك" لصاحبها الملياردير الشهير إيلون ماسك، إلا أنها تركت لنا لوحات جمالية خالصة في السماء نتيجة ظهور الشفق القطبي أو الأضواء الشمالية.
وشوهدت ظاهرة الشفق القطبي بألوانها الزاهية البراقة اللافتة للأنظار في بقاع عدة من نصف الكرة الشمالي على غير العادة، في دول مثل: ألمانيا، وسويسرا، وإنجلترا، وكندا، وروسيا، والولايات المتحدة.
وتعد الظاهرة مزيجًا من الألوان الزاهية التي تتشكل على القطبين الشمالي والجنوبي للكرة الأرضية، فهي وثيقة الصلة بالمناطق القطبية. وتحدث معظم ظواهر الشفق في المنطقة المعروفة باسم منطقة الشفق القطبي، المحددة بدائرتَي العرض 3° و6°، وخطَّي الطول 10° و20° من الأقطاب المغناطيسية الأرضية في جميع الأوقات المحلية (أو خطوط الطول)، وتظهر بوضوح ليلاً في الظلام.
وعلى الرغم من ارتباطها الوثيق بالمناطق القطبية إلا أنه يمكن أن تتشكل الظاهرة خارج دائرتها التقليدية؛ إذ يمكن أن تشهدها بعض المناطق غير القطبية بسبب العاصفة الأرضية المغناطيسية، التي تعمل على توسيع نطاق هذه الظاهرة إلى ما يقارب 2000 كم، ويكون الانتشار الفوري والعشوائي منحرفًا بمقدار درجتين أو ثلاث عن القطب المغناطيسي.