

اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرًا شائعة تزعم أن جامعة سيول الوطنية في كوريا الجنوبية طوّرت رقعة لاصقة تُغرس مكان السن المفقودة، وتُعيد إنبات سن جديد بالكامل دون جراحة أو زراعة. وسرعان ما تحوّل الادعاء إلى "يقين شعبي"، رغم غياب أي دليل علمي موثوق يدعمه.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "الشرق الأوسط"، فقد انتشرت رواية أن الرقعة تعمل كـ"جذر صناعي" ينبت سنًّا جديدًا، ورافقها صور ومقاطع تروّج لثورة في طب الأسنان. إلا أن الرواية لم تستند إلى اسم باحث، أو دراسة منشورة، أو حتى معرف رقمي (DOI) لأي ورقة علمية.
الأساس الذي بُنيت عليه الشائعة يعود في حقيقته إلى دراسة علمية موثوقة نُشرت عام 2017 في مجلة «Scientific Reports»، بقيادة البروفيسور بول شارب من معهد طب الأسنان بجامعة كينغز كوليدج – لندن، تحت عنوان: «تعزيز الإصلاح الطبيعي للسن بواسطة جزيئات صغيرة مثبّطة لإنزيم GSK-3».
في تلك الدراسة، استخدم الباحثون إسفنجة من الكولاجين محمّلة بجزيئات مثل "Tideglusib"، لتحفيز الخلايا الجذعية في لبّ السن لإعادة بناء العاج في تجاويف عميقة. أي أن الأمر يتعلق بإصلاح داخلي لسن قائم، وليس إنبات سن جديد.
وقال شارب حينها: "بساطة هذا الأسلوب تجعله مناسبًا كمنتج طبي لعلاج التجاويف الكبيرة".
لا يوجد أي بحث منشور من جامعة سيول يدعم فكرة إنبات سن كامل عبر رقعة لاصقة.
الدراسات المتوفرة حتى اليوم — سواء الحيوانية أو المخبرية — تتناول إصلاح العاج أو تقوية المينا أو تحفيز خلايا الأسنان القائمة، وليس نمو أسنان من الصفر.
دراسة أُجريت عام 2023 على خلايا بشرية، أظهرت أن "Tideglusib" يساهم في تمايز خلايا لبّ السن لإنتاج العاج، دون أي دليل على إنتاج سن مكتمل.
ما يتم تداوله حاليًا لا يتجاوز كونه "وعدًا إعلاميًا"، فيما يؤكد المجتمع العلمي أن التقنية أثبتت فعاليتها فقط في إصلاح العيوب داخل السن، ولم تُثبت حتى الآن قدرتها على إنبات سن جديد.
ورغم أن الأمل في طب الأسنان يتقدم، إلا أن الواقع العلمي يسير بخطى ثابتة لا تقفز على المراحل.