في هذه الصورة التي نشرتها وكالة "رويترز" يطالع أحد أفراد منظمة "الخوذ البيضاء" دفتر مذكرات عثر عليه تحت أنقاض أحد المباني المدمرة في منطقة جنديرس في حلب، في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب البلد العربي.
وتحكي أوراق دفتر المذكرات معاناة صاحبتها، والتي يبدو أنها طفلة صغيرة تعاني بسبب آلام المأساة السورية منذ اندلاع النزاعات والحروب قبل أكثر من 10 سنوات، قبل أن تحل كارثة الزلزال؛ لتستكمل فصول المعاناة والآلام التي تعيشها الأسر السورية ولاسيما في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وانعكست تلك المعاناة على كلمات الطفلة ورسوماتها البسيطة، فأخرجت ما يحمله قلبها من هم وحزن على صفحات المذكرات البيضاء التي لم يتبق شيئًا سواها!
"ماتت رغبتي في كل شيء" و"متألمة وأضحك".. عبارتان أثارتا مشاعر محمد، عضو فريق الإنقاذ بمنظمة "الخوذ البيضاء"، فصرّح قائلاً: "حطم مشهد المذكرات قلبي.. وتحولت أفكاري إلى أطفالي".
ويضيف: "لم أتوقف للحظة أثناء بحثي. كان أملنا في العثور على طفل أو امرأة أو أب وجمع شملهم بأسرهم"، وفقًا لما نقلته عنه المنظمة عبر صفحتها الرسمية على "تويتر".
ومازالت صاحبة المذكرات مفقودة لا يُعرف لها أثر، إلا أنه تبقى مذكراتها شاهدة على معاناتها ومعاناة أقرانها، تذكر المجتمع الدولي بمدى تقصيره في حق هؤلاء، وخذلانه لأطفال سوريا، وتلطخ جبينه بالخزي والعار.