في عام 2002، وقف رجلان على حافة فوهة بركان "إرتا إلى- Erta Ale" في إثيوبيا، وألقى أحدهما كيس قمامة يزن 30 كيلوجرامًا، وتَسبب سقوط الكيس من ارتفاع 80 مترًا في اشتعال ثقب نار على سطح البركان، وبعدها بثوانٍ اندفعت الحمم في ثورة كاملة.
وحسب صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، لم يكن الرجلان اللذان ألقيا الكيس مغامريْن؛ بل كانا فريقًا بحثيًّا أراد معرفة إذا ما سقط شخص من ارتفاع كبير، هل يمكن أن يخترق القشرة السطحية للبركان.
وفي التجربة التي تمت قبل 21 عامًا، استخدم الباحث المقيم في ألمانيا ريتشارد روسكو، صندوقًا للقمامة يبلغ وزنه 30 كيلوغرامًا، وأبعاده (60×60×60) سم، بداخله بقايا طعام ومواد عضوية أخرى لتقليد وزن الإنسان.
ويُظهر الفيديو رجلين يقفان على حافة البركان البازلتي النشط في إثيوبيا؛ حيث يقوم "روسكو" بأرجحة الصندوق، قبل أن يلقيه ليسقط بسرعة ويصطدم بالقاع محطمًا قشرة البركان، وتاركًا وراءه ثقبًا صغيرًا من النار، تتدفق من خلاله رشقات من الحمم البركانية في ثوان، وبعدها يبدأ ثقب النار والحمم في الاتساع، ويخرج الدخان والمزيد من الحمم المنصهرة.
ونقلت الصحيفة من صفحة "فوتوفولكانيا" على موقع يوتيوب: "ناقش العلماء كثيرًا، إمكانية سير شخص فوق السطح المتجمد لقشرة الحمم البركانية، وإمكانية غرقه إذا سقط فوق تلك القشرة".
وحسب الخبراء: فمن الممكن المشي لفترة وجيزة على أنواع معينة من الحمم البركانية إذا تم ارتداء ملابس واقية من الحرارة؛ ولكن لا تجرب هذا بنفسك.
ومع ذلك، يُظهر الفيديو أن سقوط جسم كبير يشبه جسم الإنسان من ارتفاع، يجعله قادرًا على اختراق قشرة البحيرة البركانية والغطس فيها، وربما إشعال ثورة البركان كما حدث في التجربة.
وحسب الصحيفة، فقد عادت التجربة والفيديو للظهور والتداول مرة أخرى، بسبب أهوال الطقس من حرارة وأعاصير وفيضانات، والتي أطلقها التغير المناخي مؤخرًا.
وقد أثار الفيديو ردود فعل متباينة؛ حيث قال أحد المشاهدين مازحًا: "ربما هذه هي الطريقة التي يجب أن نتخلص بها من نفاياتنا"، وسَخِر آخر: "لكن ليس كل شخص لديه بركان نشط ليلقي فيه القمامة"؛ فيما أصيب آخرون بالصدمة لأن الرجلين تهورا بالاقتراب الخطر من حافة البركان النشط، فعلق أحد الأشخاص قائلًا: "لا أفهم أبدًا سبب اقتراب أي شخص من حافة البركان. خطوة واحدة خطأ وتحترق أو تذوب".