صورة: في غزة.. تبادلا المواساة وتفقَّدا جراحهما.. الأم والابنة والجرح واحد!

صورة: في غزة.. تبادلا المواساة وتفقَّدا جراحهما.. الأم والابنة والجرح واحد!

في هذه الصورة التي نشرتها وكالة "الأناضول" تُبادل هذه الصغيرة أمها المواساة؛ إذ تتفقدان جراح بعضهما؛ فكلتاهما جريحة، وطريحة الأرض في انتظار الرعاية الطبية، والمساعدة الإنسانية.. والجرح في غزة واحد وغائر.

وكأن الصورة تنطق، ولسان حال الأم قليلة الحيلة: "لا تخافي يا صغيرتي فأنا عالمك، وكل ما لديك، ولن أسمح لمكروه أن يصيبك"، فيما تبادلها ابنتها نظرات قلة الحيلة التي تخشى معها من أن يصيب والدتها مكروه.

وتصف هذه الصورة ما يشعر به سكان غزة من خذلان العالم لهم، فمنظمة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يقفان عاجزَين عن مساعدتهم وسط إبادة جماعية ممنهجة، يتبعها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، لم يسبق لها مثيل.

ووفقًا لمحللين، فإن حجم القصف الإسرائيلي الذي شهده قطاع غزة لم يشهده العالم في صراع مسلح منذ حرب فيتنام، التي انتهت عام 1975، أي منذ نحو نصف قرن.

وشبَّهت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على غزة بما حدث في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، لافتة إلى أن "غزة ستدخل التاريخ مع مدينة دريسدن (الألمانية)، وغيرها من المدن الشهيرة التي تعرضت للقصف خلال الحرب العالمية الثانية".

وبحسب تحليل لشبكة "CNN" الأمريكية لصور الأقمار الصناعية لتلك الأيام الأولى من الحرب، فقد كشفت عن أكثر من 500 حفرة ارتطام، يزيد قطرها على 12 مترًا (40 قدمًا)، بما يتوافق مع تلك التي خلفتها القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل.

وهذه القنابل أثقل بأربع مرات من أكبر القنابل التي أسقطتها الولايات المتحدة على داعش في الموصل في العراق.

وبالنظر إلى اكتظاظ القطاع بالسكان أكثر من أي مكان آخر على وجه الأرض، فإن استخدام مثل هذه الذخائر الثقيلة له تأثير عميق، وتسبب في عدد غير معقول من الوفيات والإصابات.

وتخبرنا الأرقام المفزعة بأنه منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ عملياته الوحشية الانتقامية فقد تجاوز عدد شهداء غزة 22 ألف شخص، معظمهم من الأطفال والنساء، فيما ارتفع عدد المصابين إلى أكثر من 57 ألفًا، وفقًا لما تورده السلطات الصحية في القطاع.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org