"القرابين الحيوانية".. طقوس إسرائيلية متطرفة لتدنيس "الأقصى" ومكافآت مالية لمن يفعلها

محاولات متشددة بالتزامن مع أعياد الفصح اليهودية
جماعات الهيكل المزعوم ترصد مكافآت لمن يذبح القرابين داخل المسجد الأقصى
جماعات الهيكل المزعوم ترصد مكافآت لمن يذبح القرابين داخل المسجد الأقصى

تترافق عطلة عيد الفصح اليهودي هذا العام مع محاولات حثيثة من اليهود المتطرفين بتدنيس المسجد الأقصى وباحاته؛ وذلك بذبح قرابين حيوانية داخله أو عند عتباته احتفالاً بالعيد العبري، واستكمالاً لطقوس الهيكل المزعوم.

وعلى الرغم من التوترات التي تعيشها المنطقة، والحرب الإسرائيلية الغاشمة الدائرة في غزة، إلا أن ذلك لم يمنع المتطرفين اليهود من محاولة تحقيق أهدافهم، واستكمال طقوسهم والدعوة إليها، استغلالاً لعطلة "الفصح" التي تستمر لمدة أسبوع، من 22 إبريل الجاري حتى 30 منه.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، حرضت الكثير من الجماعة اليهودية اليمينية المتطرفة السكان اليهود على ذبح قرابين الفصح داخل المسجد الأقصى عارضة مكافآت مالية في بعض الأحيان!.. وكمثال عرضت جماعة "عائدون إلى جبل الهيكل" مكافآت مالية تصل إلى 50 ألف شيكل (نحو 13 ألف دولار) لمن يشارك في الطقس، ويتمكن من تدنيس "الأقصى".

ما قصة "القرابين"؟

تفترض (جماعات الهيكل)، بحسب النصوص الدينية التي يؤمنون بها، ضرورة إدخال ماعز صغير على الأقل إلى المسجد الأقصى (موقع الهيكل المزعوم)، وذبحه؛ تقربًا إلى الله في عيد الفصح العبري كل عام، وتفترض الرواية التوراتية أن كل من يستطيع تقديم القرابين في المعبد يجب عليه ذلك.

و(جماعات الهيكل)، هي جماعات متطرفة داخل اليمين الصهيوني، تمزج بين الطبيعتين القومية والدينية لليهودية، وتعد إقامة الهيكل مكان المسجد الأقصى بمثابة جوهر الوجود الصهيوني على أرض فلسطين.

وتمكنت (جماعات الهيكل) المتطرفة من إقامة عددٍ من الطقوس الدينية داخل "الأقصى" خلال السنوات الماضية، ومنها النفخ في البوق وتقديم القرابين النباتية، وأداء الصلوات، إلا أنهم فشلوا في إقامة طقس "ذبح الحيوانات"، إذ يعد طقس ذبح القرابين الحيوانية داخل المسجد، هو الطقس الديني الوحيد الذي لم تتمكن تلك الجماعات المتطرفة من تنفيذه حتى الآن.

ودأبت تلك الجماعات عبر السنوات الماضية على إقامة ذلك الطقس، تارة عبر الاقتحام، وتارة عبر تحريض المتطرفين من أبناء جلدتهم بالمكافآت المالية المغرية، إلا أنهم فشلوا في إقامته حتى الوقت الراهن.

وبحسب زعمهم، فإن ذبح القربان تتويج لتلك الطقوس، وخاتمة لها، ويعد نجاحًا في تثبيت التأسيس المعنوي والمادي للهيكل المزعوم على أنقاض قبلة المسلمين الأولى.

وتجد المحاولات اليهودية المتطرفة في تدنيس المسجد صدى وترحيبًا في الدوائر الحكومية الإسرائيلية، وعلى أعلى مستوى، فقد قال عضو الكنيست الإسرائيلي إسحاق بيندروس من حزب "يهودات هتوراه" اليميني المتطرف، في مقابلة تلفزيونية "نأمل بأن الهيكل سيُقام هناك، وسيكون بإمكاننا أن نأكل من ذبيحة الفصح"، في إشارة إلى موقع المسجد الأقصى.

ولفت إلى وجود خطة عمل لديهم من أجل بناء الهيكل، قائلاً: "كل ما نفعله كل يوم هو من أجل إقامة الهيكل".

تحذيرات فلسطينية

في الوقت نفسه، حذرت محافظة القدس من مغبة إقدام هؤلاء المتطرفين على تدنيس "الأقصى" خلال عطلة أعياد الفصح اليهودية.

ووفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، قالت المحافظة في بيان: "إن حكومة نتنياهو المتطرفة تسعى منذ وقت طويل إلى إيجاد وضع قائم جديد في القدس بشكل عام، وفي المسجد الأقصى المبارك، بشكل خاص".

وأضافت: "تأتي دعوات الجمعيات الاستعمارية في الأيام الماضية لجموع المستعمرين، إلى اقتحام المسجد الأقصى، وذبح القرابين الحيوانية فيه؛ لتؤكد نيّات الاحتلال بالسيطرة على المسجد الأقصى وتقسيمه مكانيًا والسماح للمتطرفين باقتحامه طيلة أيام الأسبوع وعلى مدار الساعة".

ووجهت "القدس" تحذيرًا من محاولات استفزاز مشاعر المسلمين بهذه الطريقة، وبصمت وتخاذل دولي قد يدفع المنطقة برمتها إلى فوضى لا أحد يستطيع توقع تبعاتها، على حد تعبير البيان.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org