مشهد أشبه بالسريالي كان حديث الساعة في مدينة نوفا كاخوفكا الأوكرانية، في المنطقة الواقعة تحت سيطرة الروس في الوقت الراهن، ففي الصورة التي نشرتها وكالة "رويترز"، نشاهد قصر الثقافة في هذه المدينة وقد تحولت ساحته إلى بحيرة عملاقة، فيما تحيط المياه تمثال الزعيم السوفيتي الراحل "جوزيف ستالين" من كل جانب.
فالقصر الذي بني في عهد "ستالين"، وجلبت موسكو إلى ساحته تمثال مؤسس الاتحاد السوفيتي وزعيمها الراحل عقب سيطرتها على المدينة الواقعة جنوب أوكرانيا في فبراير 2022، أصابته الفوضى العارمة فور انفجار سد نوفا كاخوفكا، وارتفاع منسوب المياه إلى أكثر من 16 مترًا، وغرق المدينة تحت الماء.
ويقف تمثال "ستالين" محاطًا بالمياه ينتظر الغرق، وقبل ذلك شاهدًا على العبث الذي أصاب المنطقة من حوله، بعد أن تحولت ساحة القصر، وطرقات وشوارع المدينة إلى بحيرات؛ أدت إلى أضرار واسعة في بنيتها التحتية.
وفي الوقت الذي تغرق فيه المدينة، تبادلت موسكو وكييف الاتهامات، فكل جانب ألقى باللائمة على الآخر مدعيًا وقوفه وراء التفجير؛ إذ زعمت السلطات الأوكرانية وقوف روسيا خلف التفجير؛ لمنع الجيش الأوكراني من عبور نهر دنيبرو؛ لاستعادة الأراضي الأوكرانية، فيما اتهمت موسكو الجيش الأوكراني بتفجيره باستخدام راجمات صواريخ؛ لحرمان شبه جزيرة القرم – التي تسيطر عليها روسيا – من إمدادات المياه.
وأعلنت كييف عن إجلاء 17 ألف شخص من محيط السد، في الوقت الذي غمرت المياه 24 قرية، فيما أجلت موسكو 900 شخص في الضفة الأخرى من النهر التي تسيطر عليها.
وعقب تفجير السد، تصاعدت مخاطر تعرض محطة زابوريجيا النووية للفيضانات أو الغرق، إلا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قالت إنه ليس هناك "خطر نووي آني" بعد انفجار السد، مستبعدة حدوث أي فيضانات قرب المحطة النووية؛ لأن السد في اتجاه مصب النهر وليس عند المنبع، على بعد 150 كيلومترًا.