رحلة لها تفاصيل.. "حطام الصاروخ الصيني" يواعد الأرض بسقوط!

"عودة": يتكون من 4 معززات.. و"الرئيسية" تدور مرة كل 89 دقيقة
الصاروخ الفضائي الصيني
الصاروخ الفضائي الصيني

أطلقت الصين يوم 24 يوليو 2022م، الصاروخ الفضائي "Long March 5" من طراز "CZ-5B"، حاملًا معه إحدى القطع الرئيسية المسماة "Wentian"؛ وذلك للالتحام مع محطة الفضاء الصينية"Tiangong".

وأوضح المهندس محمد شوكت عودة، المشرف على برنامج متابعة سقوط الأقمار الصناعية مدير مركز الفلك الدولي، أن الصاروخ يتكون من أربعة معززات دفع نفاث كبيرة ومن مرحلة رئيسية واحدة فقط، وتدور المرحلة الرئيسية حاليا حول الأرض مرة كل 89 دقيقة.

وقال: "هذه القطعة تدور حول الأرض وهي قطعة صناعية، فبحسب التعريف العلمي الاصطلاحي فإنها تسمى الآن قمرًا صناعيًا، وهي من نوع الحطام الفضائي، وخلافًا لما هو شائع بشكلٍ مبالغ به، فإن موضوع سقوط الأقمار الصناعية نحو الأرض موضوع عادي ومتكرر بشكلٍ أسبوعي تقريبًا، إلا أن ما يميز هذا السقوط أنه لقطعةٍ أكبر من المعدل المعتاد"، متوقعًا أن يسقط على الأرض يوم 30 أو 31 يوليو، مشيرًا أن طول هذا الحطام يبلغ 33 مترًا وقطره 5 متر ووزنه 21 طنًا تقريبًا، وهو يدور حول الأرض بسرعة متوسطة تزيد قليلًا عن 28 ألف كيلومتر في الساعة.

وأضاف: "الذي يحدث عند سقوط الأقمار الصناعية نحو الأرض الآتي: على ارتفاع 120 كم يعاني القمر الصناعي من احتكاك شديد مع الغلاف الجوي فترتفع حرارته ويبدأ بالتفكك، وعلى ارتفاع 78 كم ينفجر القمر الصناعي بسبب شدة الضغط والحرارة ويبقى مشتعلًا حتى ارتفاع حوالي 50-40 كم، وخلال هذه الرحلة من 120 كم وحتى 40 كم يشاهد في السماء كجرم لامع جداً ومشتعل ويتكون من عدة قطع مضيئة؛ بعد ذلك تختفي الإضاءة ويكمل سقوطه نحو الأرض سقوطًا حرًا ولا تمكن مشاهدته إلى أن يصطدم بالأرض، وعادةً وبسبب ما سلف ذكره فإنه لا يصل إلى الأرض إلا 10% إلى 40% فقط من كتلة القمر الصناعي الأولية، ولكن بسبب حجم هذا الحطام الكبير فإن ما تبقى منه قد يشكل خطرًا على المكان الذي سيسقط عليه حصرًا، وحيث أن الماء يُشكل 71% من مساحة الأرض، فإن نسبة سقوطه في البحر هي 71% أيضًا.

وبيّن أنهُ لا يمكن لأي جهة في العالم معرفة المكان والموعد الذي سيسقط فيه هذا الحطام؛ إذ إن عملية التنبؤ هذه يشوبها العديد من عوامل عدم الدقة لأسباب مختلفة منها معرفة الهيئة التي سيدخل فيها الحطام إلى الغلاف الجوي، ومعرفة كثافة الغلاف الجوي العلوي بدقة لحظة الدخول إذ انها تتغير بتغير النشاط الشمسي. وعلى الرغم من ذلك تكون هناك توقعات مبدئية ويذكر معها هامش الخطأ، لافتًا أن من أشهر الجهات التي تصدر توقعاتها هي وحدة المراقبة التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية ومنها أيضًا برنامج متابعة سقوط الأقمار الصناعية التابع لمركز الفلك الدولي.

وذكرَ المشرف على برنامج متابعة سقوط الأقمار الصناعية، مدير مركز الفلك الدولي، أنهُ حتى لحظة التصريح بهذه المعلومات، تشير تنبؤات وزارة الدفاع الأمريكية أن موعد السقوط هو يوم 30 يوليو في الساعة 18:39 توقيت غرينتش بهامش خطأ مقداره زائد ناقص 15 ساعة، في حين تشير توقعات برنامج متابعة سقوط الأقمار الصناعية التابع لمركز الفلك الدولي أن الموعد المتوقع هو يوم 30 يوليو في الساعة 12:48 توقيت غرينتش زائد ناقص 11 ساعة.

وأشار إلى أنه لا توجد جهة معينة توقعاتها هي الأدق دائمًا، ولذلك يفضل دائمًا الاطلاع على مختلف التوقعات وأخذها جميعًا بعين الاعتبار. فعلى سبيل المثال عند التنبؤ بسقوط حطام الصاروخ الروسي السابق يوم 16 أكتوبر 2017م، كان آخر توقع لوزارة الدفاع الأمريكية أن موعد السقوط هو في الساعة 14:35 زائد ناقص 28 دقيقة مما جعل منطقة الخليج العربي خارج نطاق منطقة السقوط، في حين كان الموعد المتوقع من قبل مركز الفلك الدولي هو في الساعة 12:49 زائد ناقص 3 ساعات، وكانت منطقة الخليج ضمن هامش الخطأ، وفي النهاية سقط القمر الصناعي فوق منطقة الخليج فعلًا، وشاهد الناس السقوط من الإمارات وقطر والبحرين والكويت والسعودية وعمان.

وقال: جميع الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض في مدارات منخفضة (أقل من 1000 كم) ينتهي بها المطاف بسقوطها نحو الأرض وذلك بسبب احتكاكها المستمر مع الغلاف الجوي. وحوالي 70% من سقوط الأقمار الصناعية الفعالة غير متحكم به، أي أنه يسقط في وقت ومكان غير محدد. في حين أن 30% فقط من سقوط الأقمار الصناعية يكون متحكم به، وهذا لا يكون إلا للأقمار الصناعية الكبيرة أو المحملة بموادٍ خطرة.

وتشير الخارطة المرفقة إلى موقع سقوط القمر الصناعي المتوقع بحسب توقعات برنامج متابعة سقوط الأقمار الصناعية، وتشير الخطوط الخضراء والحمراء إلى الأماكن التي قد يسقط فيها القمر الصناعي ضمن هامش خطأ مقداره زائد ناقص 11 ساعة. وبكل تأكيد ستتغير هذه الخريطة بمرور الوقت، وكلما اقتربنا من موعد السقوط سيقل هامش الخطأ وستقل الأماكن المرشحة ليسقط الحطام فوقها، ولكن بكل تأكيد حتى قبل ساعتين من موعد السقوط لا يمكن تحديد المكان والوقت بشكل دقيق، فعادةً يكون أقل هامش خطأ هو بحدود زائد ناقص ساعة واحدة، وإذا علمنا بأن الحطام هذا يلف الكرة الأرضية مرة واحدة كل 89 دقيقة فهذا يعني أن هامش خطأ مقداره ساعتين يعني أن هناك مناطق شاسعة ستبقى مهددة بسقوط القمر الصناعي فوقها، في حين سيقوم مركز الفلك الدولي بمشيئة الله بنشر تحديثات موعد ومكان سقوط القمر الصناعي المتوقعة تباعًا من خلال حسابه الرسمي على تويتر وإنستغرام، مرفقةً بالخريطة المحددة لمكان السقوط.

وقد أنشأ مركز الفلك الدولي عام 2014م برنامج دولي يشارك فيه المهتمون من مختلف دول العالم لرصد سقوط الأقمار الصناعية على الأرض، ويشرف على البرنامج الدولي أربعة خبراء، الأول عمل في وكالة الفضاء الأمريكية ناسا لأكثر من أربعين سنة، كان خلالها مسؤول عن إطلاق الصواريخ وهو خبير بمتابعة الأقمار الصناعية خاصة الساقطة على الأرض، والشخص الثاني خبير متخصص من كندا يقوم بمتابعة الأقمار الصناعية وتحديد مداراتها منذ ستينات القرن الماضي، والثالث شخص متخصص بالتنبؤ بمواعيد سقوط الأقمار الصناعية على الأرض، والرابع هو مدير مركز الفلك الدولي. وقد قام البرنامج من ذلك الوقت وحتى الآن بتتبع أكثر من 900 سقوط لقمر صناعي، وكان ينشر تحديثات مواعيد سقوطها على أعضاء البرنامج بشكل مستمر، ويمكن معرفة المزيد عن برنامج متابعة سقوط الأقمار الصناعية والانضمام إليه من خلال هذا الرابط: http://www.astronomycenter.net/srw/index.html

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org