"احذر الثور إذا غضب".. ذلك ما أدركه هؤلاء الرجال ففروا بأنفسهم مهرولين، فتسلقوا أحد الأعمدة ليأمنوا غضب هذا الثور الهائج، الذي طارده هؤلاء الأشخاص طوال اليوم، وحان وقت مطاردته لهم.
والتقطت هذه الصورة التي نشرتها وكالة "أسوشيتيد برس" من مهرجان الثيران (تورو دي لا فيجا)، وهو مهرجان سنوي تقليدي، يُقام في مدينة توردسيلاس في مقاطعة بلد الوليد بدولة إسبانيا.
ويُشارك المئات من المحتفلين في المهرجان، وهو تقليدي سنوي معتاد منذ العصور الوسطى، حيث يطاردون - إما سيرًا على الأقدام أو على ظهور الخيول – ثورًا في أنحاء المدينة، فيما يُشاهد الآلاف غيرهم المطاردة المجنونة.
ويشهد المهرجان - الذي عاد بعد توقف لمدة عامين بسبب جائحة كورونا – في المعتاد احتجاجات واسعة من نشطاء حقوق الحيوان، واشتباكات مع السكان المحليين؛ بسبب إقامته.
ويندد النشطاء بالتعامل القاسي مع الثيران، بينما يتحجج السكان المحليون ومسؤولو المدينة بكون المهرجان جزءًا من ثقافتهم المحلية منذ أكثر من 500 عام، ويرفضون تدخل النشطاء والغرباء ومحاولة طمس إرثهم الثقافي.
وينتهي المطاف بالثيران المشاركة في المهرجان بالقتل، وبيع لحمهم في الأسواق، وكان من المعتاد أن نشهد ضرب الثيران بالسهام والسيوف حتى الموت، إلا أن الاحتجاجات من النشطاء على مر السنين أدت إلى تغييرات في المشهد؛ ففي عام 2016 تم حظر قتل الثيران في الأماكن العامة خلال المهرجان.