في هذه الصورة التي نشرتها منظمة "الخوذ البيضاء" على حسابها في "تويتر"، نشاهد دمية طفلة سورية متدلية بين أنقاض المنازل والمباني التي سقطت ودمرت إثر الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة.
وتتعدد المشاهد المؤلمة لتحكي فصول الرواية الحزينة.. فهنا كانت عائلة وأطفالها، وهناك كان ابن يعول والديه، وذاك أب يرعى أسرته، وتلك أم تبذل كل ما في وسعها من أجل سعادة أبنائها.. وهؤلاء الآن تحت الرماد!
لم يبق شيء ليخبرنا قصتهم إلا دميتهم، فبقيت حزينة متدلية من أحد أسياخ المنزل المنهار، لتخبرنا أنه كان هناك في وقت من الأوقات فتاة صغيرة تلهو وتلعب، لا تعبأ بشيء في العالم سوى ألعابها وكراريسها، قبل أن تحل كارثة الزلزال لتسلبها كل شيء.
وتعلق "الخوذ البيضاء" على الصورة، قائلة: "كل ما تبقى هو ألعابهم الحزينة. من بقي ليعتز بهذه الذكريات؟ لقد فقدت العديد من العائلات ولم يترك الزلزال أحدًا ليحزن عليها. لقد ترك الزلزال علامة دائمة في ذاكرتنا الجماعية، وهو الألم الذي لا يزال باقيًا".
فيما تقول إحدى المتطوعات بالمنظمة المعنية بالإنقاذ والدفاع المدني في المناطق خارج سيطرة الحكومة السورية، وتُدعى إيمان، إن أصوات الناس العالقين تحت الأنقاض مازالت لا تفارق سمعها.
وتنقل عنها "المنظمة" على "تويتر"، قولها: "لقد مررنا بالعديد من المواقف الصعبة خلال السنوات الماضية. لقد عشنا القصف والتهجير والضياع والدمار، لكن الزلزال يصعب نسيانه، وأصوات الناس العالقين تحت الأنقاض ما زالت في أذني".
وتضيف: "نشعر بالألم الذي يشعر به أولئك الذين فقدوا أحباءهم خلال الزلزال. لقد فقدنا أيضًا 4 متطوعين. على الرغم من أن الصدمة الأولية للزلزال ربما خفت، إلا أن تأثيره الدائم سيظل محسوسًا لفترة طويلة قادمة."
وتشير التقديرات إلى أن عدد قتلى الزلزال بلغ نحو 46 ألف قتيل في تركيا سوريا، ويبلغ نصيب البلد العربي من الكارثة ما يقارب 6 آلاف قتيل، فيما يبلغ عدد الإصابات والمفقودين في البلدين آلاف الأشخاص، بينما أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن عدد المتضررين من جراء الزلزال بلغ نحو 26 مليون شخص.