في عام 2010 قام المليونير الأمريكي وتاجر اللوحات الفنية فوريست فين (86 عاماً)، بدفن كنز من الذهب والعملات والأموال في جبال روكي، قيمة الكنز تساوي ملايين الدولارات، وهناك خرائط ومفاتيح للبحث عنه، وهو ملك لمن يعثر عليه؛ فما هي قصة هذا الكنز؟ ولماذا دفنه هناك؟
لم يعثر عليه
وحسب موقع "بيزنس إنسايدر" للمال والأعمال؛ ففي عام 2010 وضع "فوريست فين" كمية من الذهب والمجوهرات والعملات الذهبية في صندوق برونزي من طراز الروماني، وسافر إلى جبال روكي؛ حيث خبّأ الصندوق وفيه ثروة تُقَدّر بملايين الدولارات، ومنذ عام 2010 قام الآلاف بالسفر إلى جبال روكي بحثاً عن الكنز؛ لكن أحداً لم يعثر عليه، ومات ثلاثة أشخاص أثناء رحلة البحث؛ حسب وكالة "إن بي آر".
وينقل موقع "بينزنس إنسايدر" عن "فين" قوله: "لست مندهشاً أن أحداً لم يعثر على الكنز، ولن يعثر عليه أحد قبل أن يقرأ مفاتيح العثور عليه".
إشارات إلى موقع الكنز
وحسب "بينزنس إنسايدر"؛ فالكنز موجود في جبال روكي التي تقع في أربع ولايات، هي: (نيو مكسيكو، كولورادو، وإيومنغ، ومونتانا)، ووضع "فين" خريطة تضم الولايات الأربع، وبعض الإشارات إلى موقع الكنز في اثنين من كتبه هي، "المطاردة المثيرة" و"السير أكثر من مما ينبغي".
وينصح "فين" مَن يريد البحث أن "يبدأ من حيث تتوقف المياه الدافئة"، وهي عبارة وردت في قصيدة شعرية بأحد الكتابين، وتشمل تسع إشارات إلى موقع الكنز.
ويضيف "فين" عبر البريد الإلكتروني "اقرأوا الإشارات في قصيدتي مراراً وتكراراً، وادرسوا خرائط جبال روكي، ثم حاولوا المزاوجة بين القصيدة وخريطة جبال روكي، الكنز هناك في انتظار الشخص الذي يمكنه أن يفكّ شفرة السطور المكتوبة، ويخطو نحو المكان الصحيح".
رحلة أسرية للبحث
وعن الهدف من البحث عن الكنز، يقول "فين": "تشتت أذهان الناس بكل ما يجري في العالم من حولهم، أريدهم أن أن يتفرغوا ولو ساعة واحدة يومياً للتفكير في حياتهم، ما يريدون وماذا حققوا وكيف يستعيدون أنفسهم وذواتهم المشتتة؟ ورحلة البحث عن الكنز في البرية فرصة ليفعلوا ذلك".
وحسب "بينزنس إنسايدر"، ينصح "فين" بأن تكون رحلة البحث للأسرة بالكامل، يشارك فيها الآباء والأبناء؛ معتبراً أنها فرصة لتجتمع الأسرة وتتحدث وهي تحاول قراءة الشعر ومحاولة فك الألغاز، يقول "فين": "أريد أن أمنح أطفال الأسر شيئاً ليفكروا فيه، لقد انشغلوا بألعاب الفيديو الإلكترونية، ولم يعودوا يتحدثون مع الآباء، البحث عن الكنز فرصة لرحلة أسرية ممتعة".
ليست خدعة
وحسب "بيزنس إنسايدر"، يظن بعض الناس أن قصة الكنز خدعة صنعها "فين"، ويرد "فين" قائلاً: "المضحك في هؤلاء أنهم يعتقدون أنهم يعرفون بالضبط أين تم إخفاء الكنز، وعندما يصلون إلى المكان لا يجدونه؛ فيخطر ببالهم أمران؛ إما أن شخصاً قد عثر عليه بالفعل، أو أنها خدعة، ومن المفارقات أن معظمهم لا يزالون يبحثون".
لماذا دفن الكنز؟
وينقل موقع "بينزنس إنسايدر" عن "فين" كيف بدأت فكرة دفن الكنز ودعوة الناس للبحث عنه، يقول "فين": "إنه عاش حياة المغامرة منذ كان طياراً في حرب فيتنام؛ حتى ترك الطيران وتفرغ لتجارة التحف والفنون، وفي عام 1988 أصيب بسرطان في الكلي، وكانت صدمة له، فخرج في رحلة إلى جبال روكي ظناً منه أنه سيموت هناك؛ لكنه عاد وأتى علاج السرطان بنتائج مبهرة، وعاش وعاد إليه الأمل في الحياة؛ ففكر في شيء يمنح الناس الأمل، فكر في وضع الكنز وترك الناس يبحثون عنه"، ويضيف "فين": "توارت الفكرة بسبب انشغاله حتى كانت الأزمة الاقتصادية التي ضربت أمريكا عام 2008، فعادت إليه الفكرة، وبالفعل نفّذها في عام 2010، كان يريد أن يمنح الناس أملاً".