دانيال تضرب ليبيا.. السيول تحاصر مدينةً وأخرى تعلن "فقدان السيطرة"
في ظل هطول الأمطار بغزارة غير مسبوقة في هذا الوقت من العام، أعلنت الحكومة المكلفة من البرلمان الليبي، مدينة درنة، منطقةً منكوبة، بعدما ضربتها العاصفة دانيال القادمة من اليونان، والتي طالت تأثيرتها باقي المناطق والمدن في شرق البلاد؛ حيث بلغت ذروتها أمس الأحد.
واندفعت المياه بقوة في مجرى وادي درنة، الذي يصب في مياه البحر المتوسط؛ فيما أكدت مصادر محلية عدم تضرر السدين الرئيسيين اللذيْن يحميان المدينة من السيول.
حصار للمواطنين
وبخلاف تعرض حياة المواطنين للخطر نتيجة حصارهم من السيول؛ وفق "سكاي نيوز عربية"؛ فإن الأوضاع الحالية تهدد المعالم الرئيسية في درنة، خاصة ضريح الصحابة ومسجدها، وشلال درنة، وهو أكبر المعالم السياحية للمدينة.
وكانت مديرية أمن درنة قد أعلنت فرض حظر تجوال في المدينة بدءًا من الساعة السابعة مساء الأحد إلى الثامنة صباح الاثنين، كما وجهت بإخلاء السكان القاطنين في المناطق القريبة من شاطئ البحر والأودية، وأماكن صرف مياه الأمطار؛ حرصًا على سلامتهم.
البيضا تستغيث
ولم يكن الوضع أقل صعوبة في البيضاء؛ إذ غمرت المياه عددًا من البيوت والمرافق الحيوية، ومنها مركز البيضاء الطبي؛ حيث حاول العاملون فيه نزح المياه، التي تسببت في انهيار سور المركز الجانبي.
وأعلن عميد بلدية البيضاء صفي الدين هيبة، خروج الأوضاع عن السيطرة جراء السيول، داعيًا كل السلطات في ليبيا إلى التدخل العاجل "لإنقاذ ما يمكن إنقاذه"، كما طالب المواطنين بالبقاء داخل منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، داعيًا جميع الأجهزة الأمنية والخدمية بالمساعدة لإنقاذ العالقين جراء الفيضانات والسيول التي اجتاحت المدينة.
وكانت آثار العاصفة دانيال أقل إلى حد ما في بنغازي؛ حيث شاركت فِرَق أهلية في مواجهة أضرار السيول؛ إلا أن الوضع في المناطق القريبة من الساحل ظل صعبًا؛ حيث غمرتها المياه بالكامل؛ فيما طُرحت تساؤلات حول مدى قدرة سد "وادي قطارة"، الذي يبعد 33 كيلومترًا فقط شرق بنغازي، على تحمل ضغط المياه الكبير؛ إذ تتجمع عنده كل سيول الجبل الأخضر.
استغاثات
وتراوحت سرعة الرياح بين 120 و180 كيلومترًا على مناطق بنغازي والمرج والبيضاء وشحات ودرنة وطبرق.
وخرجت استغاثات من البيضاء وشحات ومنطقة "بطة" لإنقاذ مواطنين عالقين وسط السيول.
الحدود المصرية
وقال مدير مكتب بالمركز الوطني للأرصاد الجوية محيي الدين علي: إن آثار المنخفض الجوي المصاحب للعاصفة دانيال، بدأ في التراجع اليوم الاثنين، على أن يختفي تمامًا غدًا الثلاثاء، في ظل انتقال العاصفة إلى واحة الجغبوب في أقصى شرق البلاد، ثم إلى المناطق الحدودية في مصر.
وتركزت العاصفة خلال الساعات الماضية على المنطقة الشرقية؛ مما أدى إلى هطول أمطار غزيرة وجريان الأودية وتجمع المياه في عدة مناطق؛ وفق "علي" الذي دعا إلى استمرار أخذ الحيطة والحذر وعدم الوقوف في مسارات الأدوية.

