أوضحت دراسة حديثة، أن السمنة يمكن أن تنتقل من الآباء إلى الأبناء، الذين قد يصبحون أكثر عُرضة للإصابة بالسمنة بـ6 أضعاف بحلول الأربعينيات والخمسينيات من العمر، إذا ترعرعوا في ظروف غير صحية.
وحسب صحيفة "تلغراف" البريطانية، فقد تابع فريق من العلماء في النرويج، 2068 أسرة بين عامي 1994 و2016؛ لمعرفة ما إذا كان الأطفال سيتبعون خطى أمهاتهم وآبائهم.
واكتشفوا علاقة واضحة بين وزن الآباء وأطفالهم عندما يصبحون في منتصف العمر؛ حيث تزيد كل 4 وحدات إضافية في مؤشر كتلة الجسم (BMI) للأمهات، 0.8 وحدة إضافية بمؤشر كتلة الجسم لأطفالهن.
وبالمثل، فإن كل زيادة قدرها 3.1 وحدة في مؤشر كتلة الجسم للآباء تؤدي إلى زيادة قدرها 0.74 وحدة لدى أطفالهم.
وعندما كان كلا الوالدين بدينين، كان أطفالهما أكثر عرضة للإصابة بالسمنة في منتصف العمر بستة أضعاف، مقارنة بالأطفال الذين يتمتع آباؤهم بوزن صحي.
وينقل موقع "الحرة" عن الصحيفة البريطانية، أن الخطر كان أعلى بثلاثة أضعاف عندما كانت الأم فقط تعاني من السمنة، وأعلى بنحو أربعة أضعاف عندما كان الأب فقط يعاني من زيادة الوزن.
وقال الخبراء إن الرابط ربما يكون مزيجًا من العوامل الوراثية، إلى جانب أن الأطفال يرثون نفس عادات الطعام وممارسة الرياضة من والديهم.
وقالت ماري ميكلسن، الباحثة الرئيسية في قسم طب المجتمع بجامعة "القطب الشمالي" في النرويج: "كنا مهتمين بكيفية ارتباط مؤشر كتلة الجسم للوالدين بمؤشر كتلة الجسم لنسلهما، عندما يكون أولادهما في مرحلة البلوغ ويعيشون بعيدًا عن المنزل لفترة طويلة".
وتابعت: "الأطفال الذين عاش آباؤهم مع السمنة، هم أكثر عرضة للتعايش مع السمنة عندما يكونون في الأربعينيات والخمسينيات من العمر؛ وذلك بعد فترة طويلة من مغادرتهم منزل عائلتهم".
ونبهت إلى أنه لا يمكن إثبات تلك النتائج بالاعتماد على الجينات أو البيئة الاجتماعية للأسرة؛ مضيفة: "لكن على الأرجح الأمر ناجم عن مزيج من الاثنين".
وزادت: "مهما كان التفسير، فإن اكتشافنا أن السمنة التي تنتقل بين الأجيال يمكن أن تستمر حتى مرحلة البلوغ؛ تؤكد أهمية علاج السمنة والوقاية منها، فهي حالة تساهم بشكل كبير في اعتلال الصحة وحدوث الوفاة المبكرة".
وأظهرت الأبحاث السابقة أن الأطفال الذين يعيشون في منازل مع آباء يعانون من السمنة المفرطة هم أكثر عرضة لزيادة الوزن؛ لكن لم يكن معروفًا ما إذا كان التأثير دائمًا.