كشف تحليل جديد أجرته جامعة كامبريدج عن أن صيف عام 2023 كان الأكثر سخونة منذ 2000 عام في نصف الكرة الشمالي؛ حيث لم تشهد البشرية طقسًا أكثر سخونة كهذا منذ الأيام الأولى للإمبراطورية الرومانية.
ووفق دراستَين جديدتَين نشرتهما مجلة "Nature" يوم الثلاثاء، ونقلت نتائجها "روسيا اليوم": فإن البيانات العالمية أظهرت بالفعل أن الصيف الماضي كان الأكثر سخونة بمقدار 2.2 درجة مئوية من متوسط درجات الحرارة عندما كانت الثورة الصناعية في أوجها؛ ما أدى إلى ضخّ كميات هائلة من الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي.
وكان أيضًا أكثر سخونة بنحو 4 درجات مئوية من أبرد صيف سجل في عام 536، عندما اعتقد أن سحابة الرماد الناتجة عن ثوران بركاني تسببت في انخفاض درجات الحرارة.
وقال المؤلف المشارك البروفيسور "أولف بونتجن"، من قسم الجغرافيا بجامعة كامبريدج: "عندما تنظر إلى التاريخ الطويل، يمكنك أن ترى مدى دراماتيكية ظاهرة الاحتباس الحراري الأخيرة".
وتشير الدراستان الجديدتان إلى أن حرارة عام 2023 تغلبت على درجات الحرارة على مدى فترة زمنية طويلة بكثير، وهو اكتشاف تم إثباته من خلال النظر في سجلات الأرصاد الجوية التي يعود تاريخها إلى منتصف القرن التاسع عشر وبيانات درجة الحرارة بناء على تحليل حلقات الأشجار عبر تسعة مواقع.
وقالت الدراسة: إن درجات الحرارة في فصل الصيف العام الماضي في الأراضي الواقعة بين خطَّيْ عرض 30 و90 درجة شمالًا بلغت 2.07 درجة مئوية "3.73 درجة فهرنهايت" أعلى من متوسطات ما قبل الصناعة، بين عامي 1850 و1900.
وسبق أنْ حذرت هيئة كوبرنيكوس لتغير المناخ "C3S" التابعة للاتحاد الأوروبي، في شهر يناير الماضي، من أن عام 2023 "من المرجح للغاية" أن يكون الأكثر دفئًا منذ نحو 100 ألف عام.
وأوضح البروفيسور "بونتجن" أن الحرارة كانت نتيجة لمزيج من المستويات القياسية لغازات الدفيئة وظاهرة النينيو المناخية.
وأضاف: "كان عام 2023 عامًا حارًّا بشكل استثنائي، وسيستمرّ هذا الاتجاه ما لم نخفض انبعاثات غازات الدفيئة بشكل كبير".
ويشير العلماء إلى أنه على الرغم من أنّ نتائجهم صالحة لنصف الكرة الشمالي، باستثناء المناطق الاستوائية؛ فمن الصعب الحصول على المعدلات العالمية لنفس الفترة؛ لأن البيانات متفاوتة بالنسبة لنصف الكرة الجنوبي.