تمّ إحباط واحدة من كبرى عمليات السطو في تاريخ متاحف سويسرا بفضل عملية كمين نفذتها الشرطة في أحد الفنادق في لندن.
في ليلة الأول من يونيو 2019، توقفت سيارة "رينو كوليوس" الرمادية خارج متحف الفن الشرقي البعيد في جنيف، وخرج ثلاثة رجال يرتدون أقنعة التزلج وملابس داكنة وقفازات، وسلكوا الدرجات حتى الباب الأمامي الصلب والخشبي.
يضمّ المتحف المعروف أيضًا باسم مؤسسة باور، على أربعة طوابق في فيلا تاريخية أنيقة تعود إلى القرن التاسع عشر، مجموعة واسعة ومشهورة عالميًّا من القطع الفنية الصينية واليابانية.
قامت العصابة بتجريح المنافذ الأمامية للباب، وبمجرد أن تسلّلوا من خلال الثقب الذي صنعوه، تسارعوا نحو حالات العرض التي تحتوي على قطع من عصر سلالة المينغ الإمبراطورية، تعود للقرن الرابع عشر.
وبعد تحطيم الخزائن استولوا على وعاءين وكوب، وعادوا بسرعة إلى الباب الأمامي، وتسلّلوا من خلال الثقب في الباب، ثم قفزوا إلى السيارة وهربوا في الليل.
وأكّد قاض في جلسة محاكمة في جنيف هذا الأسبوع، أن عملية السطو "استغرقت أقل من دقيقة"، ولم يترك العصابة أي شيء يمكن أن يشير إلى هويتهم، ولكن في عجلتهم للفرار قام أحد الرجال بخدش بطنه بجانب ثقب الباب؛ ممّا ترك آثارًا للحمض النووي وراءه.
لقد عُثر لاحقًا على هذه العينة، وتم تحديد الاسم: ستيوارت أهيرن، وهو أب لخمسة أطفال يعمل كحرفي ويعيش في جرينتش بجنوب شرق لندن.
أظهرت السجلات أنه أخذ رحلة على طائرة الخطوط الجوية البريطانية من مطار لندن سيتي إلى جنيف في اليوم السابق للسطو، كما استأجر سيارة "رينو" مناسبة تطابق وصف السيارة التي كانت متوقفة خارج المتحف.
الشرطة في جنيف استعانت بمساعدة شرطة لندن وفريق بقيادة المفتش الجديد ماثيو ويب، ثم سافروا إلى الشرطة الأوروبية في لاهاي. وأبلغت محكمة جنيف أن الجناة استخدموا أدوات كهربائية لاقتحام المتحف في يونيو 2019.