من قِطَع طوب قليلة، وعلى أطلال خان يونس، قرر الصيدلي إبراهيم الفرا بناء صيدليته المتواضعة؛ لتوفير القليل من الأدوية والمستلزمات الطبية في ظل نقص حاد يعانيه قطاع غزة الجريح.
وفي هذه الصورة المتداوَلَة من منطقة خان يونس نشاهد هذه الصيدلية التي أشبه ما تكون بكشك متواضع، ويرحب صاحبها "الفرا" بزبائنه لبيع الأدوية في محاولة منه للتغلب على أزمة شحه، ونقص الإمدادات وسط عدوان غاشم، يمنع الدواء والماء، وكل مقومات الحياة عن سكان القطاع.
وتعاني غزة مستويات خطيرة غير معهودة من نقص وشح الدواء، ومنع الاحتلال الإسرائيلي تدفقها إلى داخل القطاع؛ ما استدعى دق ناقوس الخطر، ولاسيما مع انتشار الأمراض بسبب اكتظاظ النازحين في المخيمات، ومبيت بعضهم في العراء.
وحذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" من خطورة اكتظاظ مخيمات النازحين في قطاع غزة، ونقص النظافة؛ ما يزيد من انتشار الأمراض المعدية في ظل نقص الأدوية.
وقالت الوكالة الأممية في منشور على منصة "إكس" إن فرقها تواصل تقديم الرعاية الصحية للأشخاص الضعفاء بغزة، بما في ذلك الأطفال وكبار السن.
وأوضحت أن "اللقاحات والأدوية بالقطاع غير كافية، وأن اكتظاظ مخيمات النزوح، ونقص النظافة، يزيدان من انتشار الأمراض المعدية". مشيرة إلى أن هناك حاجة ماسة لوصول آمن وغير مقيد لفِرق الإغاثة والمساعدات.
ومن ناحيته، لفت رئيس مجلس إدارة الجمعية الفلسطينية لأمراض نزف الدم جاد الطويل إلى المعاناة التي يواجهها مرضى نزيف الدم من صعوبة في التنقل، وتدهور حالتهم الصحية، وشح الأدوية.
وقال "الطويل" لوسائل إعلام فلسطينية إن المرضى يعانون أوضاعًا صحية صعبة نتيجة عدم القدرة على التنقل لمعاينة الأطباء، وشح الأدوية؛ ما أدى إلى تدهور أوضاعهم الصحية.