تنطلق صافرات الإنذار على حين غرة فهنالك هجوم صاروخي واسع المدى، وغزو لحدود الوطن، ثم يأمر الجنود والعساكر المواطنين بالاختباء سريعًا في الملاجئ المخصصة للغارات الجوية، وتسكن الحياة تمامًا، وتخلو الشوارع من المارة والسيارات لمدة نصف ساعة.. هكذا تجري مناورة سنوية في تايوان لمحاكاة طريقة التعامل مع هجوم صاروخي من الصين، وكيفية صده، وسط توترات متزايدة بين الجارين الآسيويين.
وإذا صادف وجودك في تايوان في تلك الفترة من العام، فستجد الشوارع والطرقات خالية تمامًا، ويكاد تسمع رنين الإبرة إذا سقطت على الأرض، وقد يصادف أن تشاهد اشتعالاً للنيران هنا أو هناك، وقد تصطدم بقوات خاصة عالية التدريب بزيها العسكري المميز تمشط الشوارع، وتعمل على تحييد أهداف معادية، وعناصر مضادة.
وبعد مرور نصف ساعة تعود الحياة إلى ما كانت عليه في تايوان، ولكن تظل مناوشاتهم مع الصين، والتهديدات الصادرة عن بكين معضلة تؤرقهم وتقض مضاجعهم، وتدفعهم إلى تلك المحاكاة كل عام في انتظار أن تصبح واقعًا يومًا ما.
وتُعد تايوان الخاضعة للحكم الديمقراطي جزءًا من الأراضي الصينية، فيما تعد تايوان نفسها دولة مستقلة، إذ يعترف بها نحو 13 دولة فقط، وتدور بين البلدين منذ منتصف القرن العشرين صراعات حول السيادة.
وبدت المحاكاة التايوانية هذا العام، التي دارت خلال الأيام القليلة الماضية، أقرب إلى ما يكون القتال الفعلي، فقد ألغت تايبيه هذه المرة الاستعراضات، وعروض القوة النارية في ظل تهديدات صينية متزايدة في الآونة الأخيرة.
وخلال إجراء المحاكاة في المدن التايوانية المختلفة، وجهت السلطات المواطنين في الشوارع إلى التوقف بسياراتهم والاحتماء في الملاجئ، فيما طالبت المواطنين في المنازل أو العمل أو في الأماكن العامة الاحتماء في أماكنهم، بحسب موقع "فوكس تايوان".
كما عمل أفراد الإنقاذ على محاكاة سيناريوهات احتراق مبانٍ، وإنقاذ مدنيين محاصرين داخلها، فيما تعمل قوات الجيش على سيناريوهات خاصة بالدفاع عن موانٍ رئيسة في العاصمة التايوانية تايبيه، فضلاً عن التدريب بالذخيرة الحية.
وتغرم تايوان من لا يلتزم بالتعليمات أثناء التدريبات بما يصل إلى 150 ألف دولار تايواني (4564 دولارًا أمريكيًا – 17120 ريالاً سعوديًا).
وتهدف التدريبات إلى رفع مستوى الوعي العام بتدابير الاستجابة للطوارئ، وتقليل احتمالية وقوع إصابات وأضرار في حالة وقوع هجوم معادٍ، كما أنها وسيلة لحكومة البلاد لاختبار قدرات السلطات المحلية على الاستجابة لحالات الطوارئ.