هل سمعت من قبل عن الأبراج البشرية؟.. هي عادة أو مسابقة إسبانية غريبة تُقام كل عامين، حيث تتسابق فرق تتكون من عدد من المتسابقين الذين يتسلقون فوق أكتاف بعضهم ليكونوا شكلاً هرميًا، ولكن السقوط له كلفته العظيمة، وقد يؤدي إلى إصابات جسيمة.
الحدث الذي تشهده مدينة تاراجونا الإسبانية كل عامين انطلق مطلع الشهر الحالي، وشارك فيه عدد من الفرق الإسبانية المحلية لتكوين الأبراج البشرية، وبحضور آلاف المتفرجين الذين أتوا لمشاهدة الحدث التقليدي في ساحة تاراكو أرينا بلاسا (حلبة مصارعة الثيران القديمة).
وتتكون الأبراج البشرية من قِبل حراس الأبراج الذين يقفون على أكتاف بعضهم بعضًا في سلسلة من المراحل (بين ست وعشر مراحل). ويتألف كل مستوى من (الترونك)، وهو الاسم الذي يُطلق على المستوى الثاني فما فوق، من رجلين إلى خمسة رجال أثقل وزنًا يدعمون الأولاد أو البنات الأصغر سنًا والأخف وزنًا.
ويتألف (بوم دي دالت)، وهي المستويات الثلاثة العليا من البرج من أطفال صغار. ويُرحب بأي شخص بتشكيل (البينيا)، وهو الحشد الذي يدعم قاعدة البرج.
ويمكن التعرف على كل مجموعة من خلال زيها، وخصوصًا لون القمصان، بينما يعمل حزام الخصر على حماية الظهر ويمسك به حراس الأبراج أثناء تسلقهم البرج، فيما يعزف الموسيقيون مجموعة متنوعة من الألحان التقليدية على آلة نفخ تُعرف باسم الجرالا، وذلك قبل وأثناء وبعد العرض، مما يضبط الإيقاع الذي يُبنى البرج وفقًا له.
التقليد السنوي الذي أُقيم لأول مرة عام 1932، اختير للانضمام لقائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للتراث الثقافي غير المادي في عام 2010 باعتباره "جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية الكتالونية".