"لماذا ننام؟" سؤال يشغل الباحثين منذ عقود.. ورغم أن الجواب عن السؤال قد يكون "ننام لنرتاح" ونشحن بطارية الجسم، فقد توصل باحثون أمريكيون إلى نتيجة أخرى أيضاً، وهي أننا "ننام لننسى".
وحسب موقع إذاعة صوت ألمانيا "دويتشه فيله"، يعتقد كثيرون بأن فائدة النوم تكمن في إعادة طاقة الجسم و"شحن بطارية" الإنسان فقط.. لكن دراسة قام بها باحثون في جامعة أمريكية توصلت إلى نتيجة مفادها أن للنوم فائدة أخرى لا تقل أهمية عن إعادة "شحن البطارية"، ألا وهي النسيان!
التشابك العصبي
وبحسب الدراسة، التي أجراها علماء أحياء في جامعة "ويسكونسن ماديسون" الأمريكية ونقلتها صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن "البشر والحيوانات ينامون لينسوا"، فعندما يقوم الإنسان بأيّ نشاطٍ من تفكيرٍ أو حركة، وفقاً للدراسة، يتم بناء نقاط تشابك عصبي جديدة في الدماغ وظيفتها ربط المعلومات وتخزين الذكريات.
وتوصل الباحثون إلى أن هذه المشابك تنقطع جزئياً في أثناء النوم؛ ما يسهم في ضياع الذكريات والمعلومات غير المهمة التي لم يعد الإنسان بحاجة إليها، وهذا ما يُعرف بـ "فرضية التوازن المشبكي".
وفي تجربة على أدمغة الفئران، أثبت العلماء أن المشابك العصبية تتقلص أثناء النوم، مشيرين إلى أن ذلك قد يكون تسبّب في انخفاض الموجات الكهربائية من الدماغ أثناء النوم.
بروتين النسيان
من جهته، توصّل الباحث في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، غراهام ديرينغ؛ إلى أن بروتيناً محدداً في المشابك العصبية هو المسؤول عن نسيان المعلومات خلال النوم، وهو البروتين العصبي "Homer1A"، مشيراً إلى أن النوم يساعد UGN بناء هذا البروتين.
ويؤدي هذا البروتين، بحسب الباحث، إلى نسيان ما هو غير مهم. وفي تجربة على الفئران، ظلت الفئران التي تم فيها منع بناء هذا البروتين خائفة وقلقة؛ لأنها لم تستطع نسيان ما عانته، بحسب الدراسة. لكن من ناحية أخرى، كانت الفئران التي نامت تشعر بالفضول حيال المواقف الجديدة.
لكن الباحثين يتفقون على أنه لا يتم تغيير جميع نقاط التشابك العصبي في أثناء النوم، فهذا يؤثر في نحو خُمسها فقط، وبذلك يتم الاحتفاظ بالذكريات والمعلومات المهمة حتى أثناء النوم.