يكشف الكاتب وخبير التسويق، وأستاذ الجامعة روهيت بهارجافا، عن صفة واحدة مشتركة ومميزة تجمع الأشخاص الأكثر قيمة في أي مؤسسة أو شركة، وهي قدرتهم على التوصل باستمرار إلى أفكار إبداعية رائعة، و"غير واضحة" للآخرين، مقدمًا نموذجًا من أربع خطوات للتوصل إلى الأفكار الإبداعية التي تجعلك موظفًا لا غنى عنه في مؤسسته.
وحسب شبكة "سي إن بي سي – CNBC"، ففي كتابه القادم "التفكير غير الواضح: كيف ترى ما يغيب عن الآخرين"، الذي شارك في كتابته مع المستثمر بن دوبونت، يقول بهارجافا إن تدريب العقل على التفكير الإبداعي، بدلاً من إعادة تدوير الأفكار القديمة، يمر عبر أربع خطوات، هي: "المساحة، والبصيرة، والتركيز، والتطور"، ويتم اختصارها إلى مصطلح " سيفت- SIFT".
ويقول "بهارجافا": "إن التوصل إلى ابتكار شيء جديد وأصلي يتطلب المزيد من العمل، إنه أمر مخيف حقاً، وأعتقد أن جزءاً من السبب هو أن عقولنا تكون في حالة لا تسمح لها بالإبداع".
ويضيف الكاتب والأستاذ المساعد بجامعة جورج تاون: "إذا اردت لعقلك أن يكون مرناً للمستقبل، وأن تجعل من نفسك شخصًا لا غنى عنه في مؤسسته، إليك أربع خطوات يجب عليك اتباعها لتصبح أكثر إبداعًا وتتوصل إلى أفكار رائعة بشكل موثوق.
يقول "بهارجافا" : "في كثير من الأحيان، نشعر وكأن حياتنا مزدحمة لدرجة أننا لا نملك الوقت للتفكير الجديد، أو ليس لدينا الوقت للقيام بشيء مختلف".
ويضيف الكاتب، لا تحتاج بالضرورة إلى إجازة لمنح عقلك استراحة إبداعية ومساحة أكبر للأفكار الجديدة، حاول "أخذ دقيقتين فقط للتوقف" والابتعاد عن عوامل التشتيت اليومية، ويضيف "بهارجافا": "خذ أنفاسًا أطول وأعمق، زود نفسك بالأكسجين بشكل أكبر، وشجيع عقلك على القيام بشيء مختلف".
كلما كنت أكثر ملاحظة، كلما تمكنت من التفكير بعمق في موضوع ما واحتمال اكتشاف شيء لم يلاحظه أحد من قبل، ولهذا يوصي "بهارجافا" بشيء بسيط، ولكنه قد يكون تحديًا: "ضع هاتفك جانبًا وانظر حولك وانتبه للعالم".
ويضرب "بهارجافا" مثالاً بالرئيس التنفيذي السابق لشركة ستاربكس هوارد شولتز، الذي استوحى رؤيته العظيمة لتحويل الشركة إلى عملاق عالمي من نزهة قام بها في إيطاليا، حيث رأى جاذبية العديد من مقاهي الإسبريسو في ميلانو.
يقول "بهارجافا": "تخيل لو أن (شولتز) انشغل بهاتفه في تلك اللحظة التي شاهد فيها مقاهي الإسبريسو، أو كان يرسل رسالة نصية وهو يسير في الشارع"، ويضيف: "قد نمر بفكرة بمليار دولار وتضيع منا، لأننا ببساطة لم ننتبه إليها".
بمجرد أن تلاحظ شيئًا قد يؤدي إلى فكرة رائعة، "اشحذ تركيزك" حتى تتمكن من عزل التفاصيل الأكثر أهمية وفهم المشكلة التي يمكن أن تحلها فكرتك بشكل أفضل.
في كتابهما، ينصح بهارجافا ودوبونت الناس "بمتابعة إحباطاتهم" من خلال التفكير في الأشياء اليومية التي تزعجهم أو لا تعمل بشكل مثالي في مكان العمل، بعد ذلك، يمكنهم تبادل الأفكار حول طرق تحسينها.
إذا كنت تريد إثارة إعجاب مديرك، فكر في المشاريع والعمليات العادية التي تستغرق معظم الوقت بالنسبة لك ولزملائك في العمل، ابحث بعمق عن أسباب وتفسيرات مختلفة لسبب استغراقها الكثير من الوقت، وانظر ما إذا كان يمكن تخطي أي خطوات غير ضرورية أو إعادة تنظيمها.
يقوم الكثير من الناس بالخطوات الثلاث الأولى، لكن تظل الخطوة الأخيرة "تحديد الفكرة الجديدة" هي القطعة المفقودة: خذ الأفكار التي قمت بجمعها، وحدد الفكرة التي لم يرها أحد غيرك من قبل.
على سبيل المثال، قد تحاول تجربة "التفكير العكسي"، وهي استراتيجية إبداعية لحل المشكلات تتضمن القيام بعكس ما تقترحه الحكمة التقليدية أو الأفكار المعتادة، تخيل "أسوأ فكرة ممكنة"، ثم اكتشف كيفية تنفيذها فعليًا، يقول "بهارجافا" إنها طريقة لإيجاد حل فريد تمامًا من فكرة ربما رفضها الجميع بالفعل.
ويستشهد "بهارجافا" بقصة مؤسس دايسون جيمس دايسون، الذي حصل على فكرة المكنسة الكهربائية بدون كيس بعد مشاهدة آلة ضخمة - تسمى الفاصل الإعصاري - تنظف بقايا عمل منشار كهربائي باستخدام دوامة هوائية. بدلاً من اختراع تقنية جديدة تمامًا، أخذ دايسون شيئًا موجودًا بالفعل وأضفى عليه لمسة جديدة، فقلصه لصنع منتج جديد ثوري، هو المكنسة الكهربائية بدون كيس.