عين وكتل مياه هائلة مُدمِّرة.. "الأعاصير المتوسطية".. قصة تقذفها فاجعة "دانيال"

تتهيأ على شكل حلزوني وفي وسطها منطقة خالية.. "غيوم وأمطار غزيرة تدور"
عين وكتل مياه هائلة مُدمِّرة.. "الأعاصير المتوسطية".. قصة تقذفها فاجعة "دانيال"
تم النشر في

لا تزال ليبيا تعاني بسبب إعصار دانيال من سيول ضخمة، أدت إلى انهيار سدود، وجرف مبانٍ وتدمير رُبع مدينة درنة الواقعة شرق ليبيا، وسط توقعات دولية أن تفوق حصيلة المفقودين عشرين ألف شخص.

ما هو هذا الإعصار المتوسطي، وكيف ينشأ؟

ظهر مصطلح الإعصار المتوسطي في الثمانينيات عندما تم اكتشاف تشكيلات سحابية تشبه الإعصار في صور الأقمار الصناعية فوق البحر الأبيض المتوسط في أشهر الخريف، وهو فصلها الأساسي للظهور.

ووفق "سكاي نيوز عربية"، تعتبر الأعاصير المتوسطية ذات شكل حلزوني، وفي وسطها منطقة خالية من السحب، تسمى العين. ومثل أي إعصار، تدور الغيوم والأمطار الغزيرة حول هذه العين.

وتنشأ الأعاصير المتوسطية عندما يتدفق الهواء البارد من خطوط العرض المعتدلة باتجاه خط الاستواء، ويتشكل ما يسمى بالمنخفض القطعي. وبسبب الصيف شديد الحرارة يكون البحر الأبيض المتوسط دافئًا جدًّا، وعندما تكون درجة حرارة الماء أكثر من 24 درجة مئوية يتكثف بخار الماء، وتتشكل دوامة سحابية.

وعادة ما تصل مثل هذه الدوامة إلى سرعة رياح عالية جدًّا، وتسبب الكتل الهائلة من المياه المرافقة في فيضانات مدمرة؛ إذ يبلغ قطر الأعاصير المتوسطية 300 كيلومتر كحد أقصى، وهي أصغر بكثير من الأعاصير الأخرى التي يمكن أن يصل قطرها إلى 1500 كيلومتر.

وإضافة إلى ذلك، فإنها تتبدد عادة بعد بضع ساعات، ونادرًا ما تستمر لمدة يومين، في حين أن الأعاصير الأخرى يمكن أن تستمر في كثير من الأحيان لمدة أسبوع كامل.

ولا شك أن ما زاد الوضع سوءًا في ليبيا على وجه الخصوص هو الطبيعة والتضاريس الجبلية؛ إذ تساقطت السحب المحملة بالأمطار الغزيرة على هذه الجبال المرتفعة، ولم تتمكن الجداول والأنهار من امتصاص كتل المياه؛ فانحدرت المياه إلى الوادي في شكل فيضانات مفاجئة.

وفي هذا السياق قال مستشار التنبؤات الجوية في موقع طقس العرب، الدكتور جمال الموسى، في حديث مع "سكاي نيوز عربية"، إن الكارثة في ليبيا لم تكن مفاجئة؛ فقبل وصول الإعصار لليبيا كان في اليونان. وانهيار السدود أدى إلى تدفق الماء لمناطق منخفضة. وزخم مياه هذه السدود وقوة دفعها مرتفعان للغاية.

وأضاف: غياب خطط الطوارئ، وعدم وجود إدارة للأزمة، يزيدان الطين بلة. وهذا النوع من الإعصارات موجود، لكن التغيرات المناخية وزيادة الحرارة ونِسَب الغازات الدفيئة عمقها أكثر.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org