شهدت محطة قطارات مزدحمة في باريس شللاً في حركة النقل أمس الثلاثاء؛ وذلك بعد أن تسبَّب حريق مفتعل في تعطيل عمل مركز توجيه القطارات المتجهة إلى شرق العاصمة الفرنسية. والتحقيق جارٍ، وفقًا لـ"روسيا اليوم".
وتفصيلاً، أوضحت الشركة الوطنية للسكك الحديد في فرنسا "SNCF" أن حركة القطارات من محطة غار دو ليست "Gare de l'Est" التي تُسيِّر قطارات إلى شرق فرنسا وألمانيا، وكذلك إلى الضواحي الشرقية للعاصمة باريس، توقفت طوال أمس باستثناء عدد قليل من الخدمات المحلية، في حين تم إغلاق محطة رئيسية في باريس مدة يوم كامل، وهو أمر غير معتاد على الإطلاق.. بينما كانت منصات المحطة الصاخبة في العادة هادئة على نحو مخيف بعد ظهر أمس.
وأفادت الشركة بأن العمليات ستظل معطلة اليوم الأربعاء، وسيغادر قطار واحد فقط من كل ثلاثة قطارات عالية السرعة "TGV".
واندلع الحريق عند مركز لتوجيه القطارات قبل ساعة الذروة الصباحية.
وذكرت الشركة أنها ظنت في البداية أنه حادث، ولكن تبيَّن فيما بعد أنه حريق متعمَّد.
وعلَّقت متحدثة باسم الشركة لوكالة "فرانس برس" قائلة: "هذا حريق بفعل فاعل".
من جهتها، قدَّمت الشركة شكوى جنائية للشرطة، ولم يتم التعرف بعد على هوية الجناة أو هدفهم من استهداف جزء صغير ولكنه مهم من البنية التحتية.
وقال وزير النقل الفرنسي كليمن بون إنه تم تدمير 48 مجموعة كابلات، تضم 600 كابل كهربائي فردي.
وأضاف للصحفيين في المحطة: "الليلة الماضية ارتُكب عمل تخريبي سافر، وكان هذا الحادث شيئًا استثنائيًّا جدًّا".
وقالت نيابة بلدة مو الواقعة شرقي باريس إنها بدأت تحقيقًا جنائيًّا ضد أشخاص مجهولين بسبب تعمُّد إحداث أضرار، وتعريض حياة آخرين للخطر.
يُذكر أن محطة "غار دو ليست" تعد خامس أكثر محطة للسكك الحديدية ازدحامًا في العاصمة الفرنسية، واستخدمها العام الماضي نحو 28 مليون شخص، فيما يأتي التعطيل في وقت يستعد فيه العاملون في قطاع السكك الحديدية لتنفيذ سلسلة من الإضرابات تعبيرًا عن احتجاج النقابات على تعديل نظام التقاعد الذي تخطط له الحكومة.
وأُعلن إضراب وطني آخر في 31 يناير بعد إضراب واسع في الـ19 من هذا الشهر.
وذكرت النقابات اليوم أن عمال السكك الحديدية سيُضربون أيضًا في 7 و8 فبراير.