صراع الجيش و"فاغنر".. ما الذي يحدث في روسيا بإيجاز؟

دوافعه عدم التقدير والفشل في تزويد القوات بالذخيرة
صراع الجيش و"فاغنر".. ما الذي يحدث في روسيا بإيجاز؟

استيقظ العالم من شرقه إلى غربه صبيحة السبت على حدث جديد جلل، فقد ضرب عدم الاستقرار والتمرد المسلح روسيا هي الأخرى، إذ أعلنت قوات "فاغنر" شبه العسكرية تمردها على الجيش الروسي، والسيطرة على المواقع العسكرية في روستوف، المدينة الواقعة في جنوب روسيا، بما فيها المقر العام للقيادة الجنوبية للجيش الروسي، حيث يتم تنسيق العمليات العسكرية في أوكرانيا، وتقدمهم نحو العاصمة موسكو "لاستعادة العدالة" على حد وصفهم.

وتسارعت الأحداث خلال أقل من 24 ساعة، فبعد أن كانت "فاغنر" على بعد نحو 200 كيلومتر فقط من العاصمة الروسية موسكو، إلا أنه صدر أمر من قائد قوات "فاغنر"، يفغيني بريغوجين، إلى مقاتليه بالعودة إلى معسكراتهم حقنًا للدماء، بعد مفاوضات مع رئيس دولة بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو.

وسرعان ما تفاعلت موسكو مع المفاوضات، فقد أعلن الكرملين أن رئيس مجموعة فاغنر سينتقل إلى بيلاروسيا بموجب اتفاق توسط فيه رئيسها ألكسندر لوكاشينكو؛ لإنهاء التمرد المسلح الذي قاده بريغوجين، مؤكدًا أن الدعوى الجنائية المرفوعة ضده سيتم إسقاطها.

وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن لوكاشينكو عرض التوسط للتوصل إلى اتفاق، بناء على موافقة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لأنه على معرفة شخصية ببريغوجين منذ نحو20 عامًا، كما أكد "بيسكوف" أن عناصر "فاغنر" لن يتعرضوا لملاحقة قضائية.

ما قصة الصراع الروسي؟

قبل أن نشرع في التفاصيل، فلابد أولاً أن يتعرف القارئ على قوات "فاغنر" أو كما يطلق عليهم المرتزقة، وهي مجموعة مسلحة أسسها رجل الأعمال الروسي وقائد التمرد على موسكو، يفغيني بريغوجين، ويُعتقد على نطاق واسع أنها وحدة تتمتع بالاستقلالية، ولكن تتبع وزارة الدفاع الروسية، أو المخابرات الروسية، فالأمر غير معروف على وجه الدقة، حيث تستخدمها الحكومة الروسية في النزاعات التي تتطلب الإنكار والتنصل من مسؤولياتها تجاهها.

وعلى مدى الثماني سنوات الأخيرة، انخرطت الميليشيا المسلحة في صراعات وحروب في سوريا وأوكرانيا، وفي عددٍ من الدول الإفريقية، وهي صراعات تمتلك فيها الحكومة الروسية مصالح معينة، ما يدلل على ارتباطها الوثيق بموسكو، وتبعيتها للحكومة الروسية.

وتمتلك الحركة المسلحة نحو 25 ألف مقاتل، وقد حصلت على شهرتها بمشاركتها لأول مرة في الصراع الروسي الأوكراني عام 2014 في شبه جزيرة القرم، قبل أن تنشط في صراعات أخرى لاحقة في عددٍ من البؤر الساخنة في العالم، واُتهمت مرارًا بارتكاب جرائم حرب، وانتهاكات لحقوق الإنسان.

ما دوافع الصراع؟

بدأت شرارة الصراع تشتعل بعد أن خرج قائد الميليشيا "بريغوجين" متهمًا الجيش الروسي بمهاجمة معسكرات مقاتليه، وتوجيه ضربات صاروخية مميتة لقواته، متوعدًا بالانتقام لهم.

ويعود أصل الصراع إلى إلقاء قائد الميليشيا اللوم على قيادات الجيش الروسي لفشلهم في تزويد قواته بالذخيرة والأسلحة، كما يلوم "بريغوجين" القيادات على استئثارها بالثناء والإرشادات في الحرب الأوكرانية، حيث كان يرغب في الحصول على إشادة بجهود قواته، وتزويدهم بالمزيد من الأسلحة والعتاد.

كما رفض "بريغوجين" أمرًا من وزير الدفاع الروسي يلزم جميع المشاركين في التشكيلات التطوعية بإبرام عقود مع الوزارة.

وعلى ما يبدو، فقد دفع عدم التقدير، واستئثار قيادات الجيش الروسي بعبارات الإشادة، "فاغنر" إلى التمرد على قيادات الجيش، والزحف نحو العاصمة الروسية موسكو، والسيطرة على المواقع العسكرية في روستوف، المدينة الواقعة في جنوب روسيا، بما فيها المقر العام للقيادة الجنوبية للجيش الروسي حيث يتم تنسيق العمليات العسكرية في أوكرانيا.

هل انتهى؟

من ناحية أخرى، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطاب موجه إلى الأمة، إن الأحداث الجارية في جنوبي البلاد، تعد بمثابة "طعنة في الظهر"، و"خيانة" تستوجب "عقابًا صارمًا".

فيما استعدت العاصمة بإعلان الأحكام العرفية، ونقاط التفتيش الأمنية لاستقبال قوات "فاغنر"، التي تريد السيطرة على موسكو، وعزل قيادات الجيش الروسي من مناصبها، على حد قولهم.

ومع تسارع الأحداث، يُعتقد أن التمرد المسلح قد انتهى قبل ساعات قليلة، وذلك بعد مفاوضات جرت بين رئيس بيلاروسيا وقائد "فاغنر"، وبمعرفة الرئيس الروسي، حيث بدأت تستعيد موسكو شيئًا فشيئًا الهدوء والاستقرار.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org