أظهرت صورٌ ومقاطعُ فيديو نشرها العشرات من سكان العاصمة الأمريكية واشنطن ومحيطها على حساباتهم في مواقع التواصل، تحصين عديدٍ من المتاجر والمطاعم وغيرها من محال قرب البيت الأبيض؛ تحسباً من أعمال عنفٍ؛ قد ترافق إجراء الانتخابات الرئاسية، اليوم الثلاثاء، وإعلان الفائز فيها.
وحسب موقع "الحرة"، حتى البيت الأبيض نفسه، تمّ رفع السياج المحيط به وتسييج المنطقة القريبة منه (ميدان لافييت) التي تشهد عادة حشود متظاهرين لقضايا عديدة، منها خلال الأشهر الماضية تظاهرات كانت تُطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وفي الصور والفيديو، غلفت بعض المحال واجهات محالها الزجاجية بألواح خشبية سميكة، والبعض الآخر كان في طور العملية.
أحد الناشرين على منصة إكس كتب "يجب ألا تقوم المباني في وسط العاصمة دي سي بتحصين واجهاتها كأنها تخاف العنف الذي تحرّض عليه (ماغا) إذا ما خسرت الانتخابات.. ليس هذا ما ينبغي أن تكون عليه أمريكا".
و"ماغا" هي اختصار لشعار حملة المرشح الجمهوري دونالد ترامب "Make America Great Again – اجعل أميركا عظيمة مجدداً".
وكتبت أخرى نقلاً عن مواقع إخبارية "تم تحصين البيت الأبيض ومنزل كامالا هاريس (المرشحة الديمقراطية).. شرطة الخدمة السرية رفعت السياج لـ8 إنشات (20 سم) تحسباً من حدوث فوضى.. شرطة دي سي أعلنت أنه ابتداءً من الساعة 7:00 مساء الإثنين سيتم تقييد مواقف السيارات وإغلاق شوارع، ويُتوقع أن يُوجد 3300 شرطي لتغطية 12 ساعة خلال إجراء الانتخابات".
وعلّقت عليها بالقول، إن أيّ فوضى ستأتي من "اليساريين المجانين"، في إشارة إلى داعمي هاريس.
وقالت وسائل إعلام أميركية، الأحد، إن البيت الأبيض رفع السياج المحيط به مؤقتاً، وهو إجراءٌ ستتخذه مبانٍ أخرى في العاصمة ومدن أخرى قبل يوم الانتخابات.
وأشار موقع "أيه بي سي نيوز" إلى أن عديداً من المتاجر في العاصمة وفي نيويورك أغلقت نوافذها بألواح خشبية، وكذلك الحال مع المركز الحكومي في مينيابوليس بولاية مينيسوتا.
وأضاف، أن رئيس شرطة مقاطعة كولومبيا (واشنطن العاصمة) قال في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، إن مكتبه "لم يتلق أيَّ تهديداتٍ موثوقة بالعنف، لكن المدينة تلقت عدداً من الطلبات للحصول على تصاريح مظاهرات".
وفي المؤتمر نفسه، قال عمدة المقاطعة "نحن نعلم أيضاً أن بعض الناس يرغبون في التسبُّب في الفوضى أو المتاعب. ليس لدينا أيُّ شيءٍ محدّد للإبلاغ عنه، لكننا نستعد لضمان سلامة المدينة".
بالنسبة لمنزل هاريس؛ أكدت صحيفة "واشنطن تايمز"، أنه تمّ تسييج مقر إقامتها في العاصمة، أمس الأحد، بسياجٍ مضادٍ للتسلق، وسط احتمالات بحدوث تخريب في أعقاب انتخابات الثلاثاء.
وأوضحت: "في مقر إقامة المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس، يُوجد سياجٍ بالفعل مصنوع من الحديد المطاوع، إضافة إلى مركز أمني عند البوابة الأمامية، لكن تمّت إضافة سياجٍ خاص على طول معظم محيط العقار الذي يمتد على طول شارع ماساتشوستس شمال غربي واشنطن".
البيت الأبيض، الذي لديه أيضاً سياجٌ من الحديد المطاوع على طول حدوده، تمّ تطويق حديقته الجنوبية بالكامل تقريباً بطبقة إضافية من السياج المضاد للتسلق، وفق الصحيفة
وأشارت كذلك إلى تحصين منشآت عدة في محيط البيت الأبيض، بينها مكتب بريد ومدرسة ومطاعم ومقاهٍ عديدة.
وعلى تطبيق "تيك توك"، نشرت حسابات أمريكية عديدة مقاطع فيديو؛ ليس فقط من تحصينات هذا العام، إنما أخرى قديمة تعود إلى عام 2021، حين لجأ وقتها عديدٌ من المنشآت إلى تحصين واجهاتها الأمامية على أثر أحداث اقتحام الكابيتول في 6 يناير.
في مقابلةٍ أجرتها "فوكس نيوز" مع أحد المواطنين معلقاً على تحصين واجهات المحال في شارع "17 شمال-غرب" و"جادة بنسلفانيا شمال- غرب"، قال: "لو كنت أملك متجراً هناك لن أفعل المثل، سيكون لديَّ بعض الإيمان بأن الناس لن ترتكب أفعالاً غير متحضّرة"؛ آملاً أن يعم الهدوء بعد الضجيج الذي خيّم على فترة الانتخابات، مضيفاً "إنها ليست نهاية العالم".