تعيش إسبانيا وتحديدًا فالنسيا وإقليم الأندلس على وقع كارثة هائلة بعد أن اجتاحت الفيضانات المدمرة المنطقة، وتسببت في مقتل ما لا يقل عن 95 شخصًا ودمار الممتلكات العامة والخاصة، ما حدا بالحكومة الإسبانية إلى إعلان الحداد على الضحايا.
وتسببت الفيضانات التي هبت فجأة في تحويل الشوارع إلى أنهار جارية، وتدمير المنازل والممتلكات، وانقلاب السيارات، وتعطيل النقل في أسوأ كارثة طبيعية تضرب الدولة الأوروبية في العقود الأخيرة.
واضطرت السلطات الإسبانية إلى إجلاء المئات من المواطنين بالمروحيات، وقوارب الإنقاذ بعد أن اجتاحت بيوتهم الفيضانات وغمرتها تمامًا، ودمرت البنية التحتية.
وأظهرت الصور المتداولة حجم الدمار الواسع الذي لحق بشوارع وطرق المدن الإسبانية المتضررة، حيث انهارت الجسور، وتضررت البنية التحتية، وارتطمت السيارات ببعضها، وتراكمت الواحدة فوق الأخرى في مشاهد كارثية.
وأظهرت المشاهد التي التقطت بعد هدوء العواصف المطرية انتشار الأوحال والطين في الشوارع، الأمر الذي عطل خدمات الإنقاذ والطوارئ من مساعدة المتضررين ونجدتهم.
وأرجع المراقبون حدوث الفيضانات المفاجئة إلى ما يُعرف بظاهرة "دانا"، وتتشكل هذه الظاهرة عندما يهب الهواء البارد فوق مياه البحر الأبيض المتوسط الدافئة، مما يتسبب في ارتفاع الهواء الساخن بسرعة وتكوين سحب كثيفة محملة بالمياه يمكن أن تظل فوق نفس المنطقة لعدة ساعات، مما يزيد من إمكاناتها التدميرية، ويقول خبراء الأرصاد الجوية إن ذلك يثير أحيانًا عواصف برد كبيرة وأعاصير كما حدث هذا الأسبوع، وهو النمط الذي يُعتقد أنه يزداد تواترًا بسبب تغير المناخ.
وبحسب ما نقلته "رويترز" عن خبراء، فإن الأمر سيستغرق بعض الوقت لتحليل جميع البيانات لتحديد ما إذا كانت هذه العاصفة أو الظاهرة "دانا" بالذات ناجمة عن تغير المناخ إذ يتفق معظمهم على أن ارتفاع درجة حرارة البحر الأبيض المتوسط والظروف الجوية الأكثر دفئًا ورطوبة تُسهم في إنتاج المزيد من النوبات المتطرفة المتكررة.
وقالت هانا كلوك، أستاذة علم المياه في جامعة "ريدينج" البريطانية: "سنرى المزيد من هذه الفيضانات المفاجئة في المستقبل. وهذا يحمل بصمات تغير المناخ، هذه الأمطار الغزيرة الرهيبة، وهذه الفيضانات المدمرة".
ووفقًا للأستاذة البريطانية، فإن حتى التحذيرات المبكرة من الأمطار الغزيرة بناءً على توقعات موثوقة لم تفعل الكثير لمنع الوفيات وأن الناس بحاجة إلى فهم الخطر الحقيقي.
في العادة، لا يربط علماء المناخ بين الحدث الواحد، وتغير المناخ، إلا أنهم يرون أن الاحتباس الحراري بشكل عام يتسبب في تكرار وحدة الظواهر الجوية المتطرفة، مثل سقوط الثلوج، أو شدة الحرارة، أو الفيضانات، أو الأعاصير.. وما إلى ذلك.