بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية، أصبحت نحو 600 شركة من علاماتها التجارية المفضلة تواجه خطر حرمانها من حق استخدام الشعار الملكي، وبات على هذه الشركات انتظار الحصول على موافقة من الملك تشارلز الثالث لتتمكن من استخدام الشعار على منتجاتها.
من شاي "فورتنوم ومايسن" إلى معاطف "بُربُري"، مروراً بشوكولا "كادبيري"، وحتى الشركات المصنعة لأغذية الكلاب أو المكانس اليدوية، جميعها علامات تجارية كثيرة تواجه خطر فقدان مكانتها الملكية.
ففي حال لم تحصل الشركات على موافقة الملك الجديد، سيكون أمامها عامان لإزالة الختم الملكي، الذي يميزها كجهات موردة مفضلة لدى ملك بريطانيا.
وتحت اسمه السابق كأمير لويلز، منح تشارلز ختمه الملكي الخاص لأكثر من 150 علامة تجارية، ويرمز هذا الدعم الملكي قبل كل شيء إلى جودة المنتج.
وقالت رابطة حاملي شهادات الدعم الملكية، إن حامليها يحصلون على "الحق في عرض الشعار الملكي المناسب على منتجاتهم، والأغلفة، والمحال، والإعلانات، والمباني والمركبات" التابعة لهم.
ولبعض الشركات، يشكل الشعار الملكي وسيلة هامة لتنشيط أعمالها، حتى لو كان من الصعب قياس التأثير الحقيقي على المبيعات، بحسب "سكاي نيوز عربية".
وكانت شركة "فورتنوم ومايسن" المزود الرسمي للبقالة لدى الملكة إليزابيث الثانية، ولدى أمير ويلز، وقال المتجر في لندن، إنه من الفخر له الحصول على دعم من صاحبة الجلالة الراحلة منذ عام 1954، مضيفًا أنه قدم الخدمات اللازمة للملكة وللأسرة الملكية طيلة حياتها.
ولعلامة "فورتنوم ومايسن" التجارية تاريخ طويل من التعاون الوثيق مع العائلة الملكية، إذ ابتكرت شاي "رويال بلند" للملك إدوارد السابع في عام 1902.
وكان لدى شركة "توينينغز" أيضاً دعم ملكي كمزود للملكة إليزابيث وأمير ويلز بالشاي والقهوة، أما شركة "لاونر" التي تفتخر بتزويد الملكة بحقائب اليد منذ عام 1968، فباتت تواجه خطر فقدان الدعم الملكي الثمين.
مع ذلك، كانت سترات "باربور"، الملائمة بشكل خاص للحياة الريفية في الطقس البريطاني، المصنِّع الرسمي للملابس الواقية المقاومة للماء لكل من الملكة إليزابيث وابنها الأكبر.
ولكن بالنسبة للعلامات التجارية الأقل ارتباطاً بالملكة إليزابيث في أذهان الجمهور، فإن الدعم الملكي هو "قبل كل شيء، اعتراف بالمهارات والتقاليد"، بحسب تصريحات كريستيان بورتا، المدير الإداري لتطوير الأعمال العالمية في شركة "برنو ريكار" المالكة لعلامة "دوبونيه".
مع ذلك، فإنه أكد وجود منافسة قوية في هذا المجال، إذ إن ماركات "بولينغر"، و"كروغ"، و"لانسون"، و"لوران بيرييه"، و"لويس روديرير"، و"مويه أند شاندون" و"فوف كليكو"، تحمل أيضاً شهادات دعم ملكية.
وتتمتع علامات تجارية استهلاكية أيضاً بختم الدعم الملكي، بما في ذلك علامة هاينز المعروفة بالكاتشب وعلب الفاصوليا المطبوخة التي يعشقها البريطانيون.
كذلك هو الأمر بالنسبة لحبوب "كيلوغر"، وهي شركة أمريكية، إذ قال الناطق باسم العلامة التجارية في بريطانيا، بول ويلر، إنه من الجيد أن تمتلك الشركة مثل هذه الصلة القوية مع المملكة المتحدة.
وأوضح "ويلر"، أن الشركة كانت تزود العائلة الملكية بشكل مستمر خلال فترة حكم الملكة إليزابيث الذي استمر 70 عاماً.
وأضاف: "اعتدنا أن تكون لدينا شاحنة خاصة، تسمى "جينيفيف"، فقط لتوصيل الحبوب إلى أفراد العائلة الملكية مباشرة من المصنع".
يُذكر أنه لا توجد كلفة مالية للحصول على دعم ملكي، حيث يستمر الموردون في تقديم خدماتهم إلى المانحين على أساس تجاري، بينما يتمتع أفراد العائلة الملكية أيضاً بحرية الاستعانة بخدمات موردين آخرين؛ حيث تستمر شهادات الدعم الملكية لخمس سنوات يمكن تجديدها، ولكن تم تشديد معايير التجديد في الفترة الأخيرة.