بعد فوز الولايات المتحدة على إيران، في المواجهة التي جرت ضمن المجموعة الثانية بكأس العالم لكرة القدم، الثلاثاء، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يرصد احتفال إيرانيين بهزيمة منتخب بلادهم وخروجه من منافسات المونديال، قائلين إنه "منتخب النظام".
ووثّق الفيديو مشاهد لاحتفالات صاخبة وإطلاق الألعاب النارية داخل إيران؛ إثر الهزيمة أمام منتخب أمريكا؛ حسب موقع قناة "الحرة".
يُذكر أن الحكومة الإيرانية مارست ضغوطًا على اللاعبين عبر تهديد أسرهم بالسجن والتعذيب إذا صدر سلوك احتجاجي من المنتخب؛ وفق ما نقلته شبكة "سي إن إن" عن مصادر مطلعة.
وقد جرى استدعاء اللاعبين للقاء أعضاء في الحرس الثوري، بعدما رفضوا ترديد النشيد الوطني في مباراتهم الافتتاحية أمام إنجلترا.
كما أبلغ مسؤولو الحرس الثوري، اللاعبين بأن عائلاتهم ستواجه السجن والتعذيب إن لم يرددوا النشيد الوطني، أو إذا انضموا إلى أي احتجاج سياسي ضد النظام.
وردد لاعبو المنتخب الإيراني النشيد قبل بدء مباراته يوم الجمعة الماضي، على خلاف ما فعلوه في مباراتهم الأولى أمام إنجلترا الأسبوع الماضي، عندما اختاروا عدم ترديد النشيد؛ في لفتة فُسّرت على أنها تضامن مع الاحتجاجات التي تفجرت في البلاد ولا تزال مستمرة، منذ مقتل الشابة الكردية "مهسا أميني" في سبتمبر الماضي.
وكانت صحيفة "ذي صن" البريطانية، قد كشفت سابقًا أيضًا أنه تم تحذير اللاعبين من أنهم قد يواجهون السجن أو الموت عند عودتهم إلى ديارهم بعد رفضهم ترديد النشيد.
إذ وجّه مسؤولون إيرانيون ورجال دين، تهديدات مبطنة بعقاب اللاعبين قبل مباراة الجمعة الماضية. ولعل هذا ما دفع اللاعبين إلى التراجع؛ هربًا من مصير رهيب قد يهددهم.
وحسب موقع "الحرة"، ففي مقابلة هاتفية مع شبكة "فوكس نيوز"، قالت امرأة إيرانية عرّفت عن نفسها باسم " Mahoora" تعيش في جنوب إيران: "إن غالبية الناس في إيران يرغبون في فوز الولايات المتحدة".
ولفتت إلى أن الغالبية الصامتة من الإيرانيين لم يحتفلوا بالانتصار على ويلز في المباراة السابقة من المونديال.
وبحسب مجلة "نيوزويك"؛ فإن هذه الاحتفالات بخسارة المنتخب الإيراني من نظيره الأمريكي، هي أحدث علامة على الاستياء المتزايد من القيادة الإيرانية في وقت يواجه فيه المتظاهرون عقوبة الإعدام.
في وقت سابق من مونديال قطر، أطلق بعض المشجعين الإيرانيين صيحات الاستهجان أثناء عزف نشيدهم الوطني.
واحتفل آخرون أيضًا عندما هزمت إنجلترا منتخب بلادهم بستة أهداف مقابل هدفين؛ حيث ظهرت مقاطع فيديو لبعض الأشخاص في طهران وهم يهتفون "الموت للديكتاتور" بعد المباراة.
يُذكر أنه منذ مقتل "أميني" في 16 سبتمبر الماضي بعد 3 أيام من اعتقالها من قِبَل شرطة الأخلاق؛ لم تهدأ التظاهرات في البلاد.