ينفرد صوم رمضان، بالمحافظة على صحة الإنسان بشقيها الجسمي والنفسي؛ من خلال تأثيره الإيجابي على عمليات الجسم ووظائفه الحيوية، ومنها التخلص من السموم؛ فما مصادر السموم التي تدخل الجسم؟ وأين تتركز؟ وما الأمراض التي تسببها في حال تراكمها؟ وكيف يُخلّص الصوم الجسم من السموم المترسبة في داخله؟
المصادر القاتلة
تتجمع السموم في جسم الإنسان على مر الأيام والشهور من عدة مصادر، ترتبط بغذائه ومكونات البيئة التي يعيش فيها؛ كالهواء الذي يحتوي -مهما كان مستوى نقائه- على نسبة من غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج من عوادم السيارات وغازات المصانع وأدخنتها، والمواد السامة التي تترسب في الغذاء والماء نتيجة معالجتهما بالمبيدات والمواد الكيميائية وتأخذ طريقها بعد ذلك إلى جسم الإنسان، والجراثيم والميكروبات المنتشرة في الأجواء والأماكن التي يرتادها الإنسان وتغزوه دائمًا كلما سنحت الفرصة، والمواد السامة التي تتكون داخل الجسم نتيجة أكسدة المواد الغذائية من بروتينات ودهون وكربوهيدرات مثل، اليوريا والكرياتينين والأمونيا والكيتونات.
وأثبتت الدراسات والأبحاث الطبية أن تراكم السموم في الجسم يصيبه ببعض الأمراض، كما يُعد عاملًا مساعدًا في إصابته بأمراض أخرى، ومن المشاكل الصحية المباشرة التي تصيب الإنسان بفعل السموم مرضُ السكريّ، والتهاب البنكرياس، والتهاب القولون، وتظهر البواسير، وحب الشباب، والطفح الجلدي، واضطرابات الدورة الشهرية للنساء.. وإذا تراكمت السموم في الجسم بكميات كبيرة؛ قد تؤدي إلى إصابته بالسرطان، وتليّف الكبد، وأمراض القلب، وضعف الذاكرة ومرض ألزهايمر، والظهور المبكر لأعراض الشيخوخة، والسكتة الدماغية المفاجأة، وتلك الأمراض المحتملة تجعل من التخلص من السموم عملية حيوية للغاية بالنسبة لصحة الجسم.
نظام الطاقة
والدهون المتراكمة في الجسم هي الحاضنة الأساسية للسموم، في حال إذا لم تتخلص منها أجهزة الجسم؛ حيث يتشارك الكبد والكليتان والجهاز الهضمي والجهاز التنفسي والجلد بواسطة التعرق، في طرد السموم التي تدخل الجسم أو تتكون داخله، ويتكفل التعرق بمفرده بتخليص الجسم من ستة سموم هي: الزرنيخ، والكادميوم، والرصاص، والزئبق، والبيسفينول، ومركبات الفثالات الموجودة في كل مكان، ويزيل الكبد الكثير من المواد السامة التي تصل إليه عبر الدم.
ويتخلص الجسم من السموم في الصوم ضمن النظام الذي يفرضه للحصول على الطاقة؛ فخلال الصوم يحصل الجسم على الطاقة من هضم الغذاء، الذي حصل عليه في وجبة السحور، وبعد نفاد تلك الكمية، يبدأ في استخدام مخزون الطاقة الموجود في الكبد والمسمى بالجلايكوجين إلى المدة التي تكمل ثمان ساعات من نهاية السحور، عقب ذلك يبدأ الجسم في حرق الدهون المتراكمة في داخله، ومع حرق الدهون تتاح لأجهزة الجسم التخلص من السموم، التي كانت مُخَزّنة في الدهون؛ فيتجنب الإنسان مخاطرها العديدة.