اجتاح إعصار ميلتون، الذي وصفته السلطات الأمريكية بالخطر للغاية، سواحل فلوريدا مع حلول ليل الأربعاء، ليعيد ذكريات مريرة لسكان المنطقة التي لم تتعافَ بعد من عواصف مدمرة سابقة. حمل الإعصار رياحًا عاتية وأمطارًا غزيرة، ما أدى إلى فيضانات مفاجئة ورفع مستوى التأهب إلى أقصاه في أنحاء الولاية.
ووفقًا لما أعلنه المركز الوطني للأعاصير (NHC)، وصل إعصار ميلتون إلى اليابسة بقوة الفئة الثالثة عند الساعة 8:30 مساء بالتوقيت المحلي (00:30 بتوقيت غرينتش)، ليصبح واحدًا من أكثر الأعاصير التي تضرب المنطقة تدميرًا في السنوات الأخيرة.
تعتمد تصنيفات الأعاصير على مقياس سافير-سيمبسون، الذي يقسم الأعاصير إلى خمس فئات بناءً على سرعة الرياح المستمرة. تعتبر الأعاصير من الفئة الثالثة وما فوق أعاصير كبرى بسبب قدرتها على التسبب في أضرار جسيمة وخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.
أعاصير من هذه الفئة تلحق أضرارًا بالمنازل ذات الهياكل الخشبية، وتؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي لعدة أيام. ضرب إعصار إيرين فلوريدا عام 1999 ضمن هذه الفئة، وأعقبه إعصار كاترينا عام 2005.
تتسبب هذه الأعاصير في أضرار جسيمة لأسطح المنازل واقتلاع العديد من الأشجار، مع انقطاع كامل للكهرباء لأسابيع. من أبرز الأعاصير من هذه الفئة إعصار فرانسيس الذي ضرب شمال مقاطعة بالم بيتش عام 2004.
تتميز بإحداث أضرار بالغة في المباني واقتلاع الأشجار بالكامل، مع انقطاع التيار الكهربائي لأسابيع. تعد الأعاصير من الفئة الثالثة مثل إيرما في 2017 من أكثر الأعاصير تدميرًا.
تُحدث هذه الأعاصير دمارًا كارثيًا، حيث قد تنهار أسطح وجدران المنازل. كما يمكن أن تتعطل الحياة الطبيعية في المناطق المتضررة لأسابيع أو أشهر. من أمثلتها إعصار ميامي العظيم عام 1926.
هذه الفئة هي الأشد فتكًا، حيث تؤدي الرياح العاتية إلى تدمير كبير في البنية التحتية، وتصبح المناطق غير صالحة للسكن لفترات طويلة. مثل إعصار أندرو الذي ضرب فلوريدا عام 1992.
تشكل إعصار ميلتون كمنخفض استوائي فوق جنوب غرب خليج المكسيك في بداية أكتوبر. وفقًا للمركز الوطني للأعاصير، تسارعت سرعته ليصل إلى الفئة الخامسة خلال 24 ساعة فقط، وهي سرعة استثنائية لم تشهدها المنطقة منذ إعصار ريتا في 2005.
بحلول ظهر يوم الأحد، اشتدت الرياح لتصل إلى 180 ميلاً في الساعة، مما جعل ميلتون أقوى إعصار في خليج المكسيك خلال العقدين الأخيرين. ويتوقع أن يكون من بين الأعاصير الأكثر تدميرًا في غرب وسط فلوريدا، وفقًا لهيئة الأرصاد الجوية الوطنية في تامبا.
إعصار ميلتون هو الثالث الذي يضرب فلوريدا في موسم الأعاصير الأطلسية لعام 2024، بعد إعصاري هيلين وديبي. يُذكر أن المنطقة لم تشهد إعصارًا بهذه القوة منذ أكثر من 100 عام، مما دفع السلطات المحلية إلى توجيه تحذيرات شديدة للمقيمين بضرورة الابتعاد عن المناطق الساحلية واتباع تعليمات السلامة.
يبقى مقياس سافير-سيمبسون أداة حيوية لفهم مدى خطورة الأعاصير وآثارها المدمرة على حياة السكان والبنية التحتية. وبينما تستعد فلوريدا لمواجهة ليلة خطرة مع ميلتون، تظل الجهود جارية للحد من الخسائر وحماية السكان من آثار هذا الإعصار العنيف.