شهدت لبنان في اليومين الأخيرين سلسلة من الهجمات الخطيرة، والانفجارات التي طالت أجهزة نداء لا سلكية على شاكلة البيجر، وآيكوم، إذ أظهرت مقاطع مرئية تساقط الناس في الشوارع، والأسواق صرعى وجرحى بصورة درامية كما لو كانت أحد أفلام الحركة الهوليوودية.
وعلى الرغم من عدم معرفة السر وراء تلك الهجمات التي ادعت السلطات اللبنانية ومسؤولو حزب الله أنها هجمات إسرائيلية، فيما رفضت تل أبيب الإعلان عن مسؤوليتها عنها، فإن كيفية حدوث تلك الهجمات لا يزال لغزًا محيرًا.
وتنحصر فرضيات التفجير في فرضيتين، إما هجمات سيبرانية عبر اختراق شبكة الاتصال بالأجهزة بوساطة برمجيات خبيثة أدت إلى رفع درجة حرارة البطاريات، ومن ثم انفجارها في حامليها، أو السبب الآخر وهو: تفخيخ الأجهزة من المصدر، أو عبر اعتراض الشحنة الموردة وتفخيخها قبل وصولها إلى أيدي عناصر حزب الله.
ونفت الشركة التايوانية المصنعة للأجهزة فرضية تفخيخ الأجهزة من مصنعها، كما نفى الوكيل المُصنع في المجر هو الآخر تلك الفرضية؛ لتتبقى لنا فرضية الهجمات السيبرانية. وهنا نرصد أبرز الهجمات السيبرانية التي اندلعت في السنوات الأخيرة حول العالم.
في عام 2007 شنت موسكو هجمات سيبرانية عنيفة على إستونيا، إحدى دول الاتحاد السوفيتي سابقًا، وذلك بعد خلاف بين البلدين نشب بعد اعتزام إستونيا نقل نصب تذكاري يعود إلى العهد السوفيتي.
وتعرضت الدولة الواقعة في أوروبا الشرقية إلى هجوم شل مفاصلها، وهدد أمنها القومي بشدة، إذ استمر الهجوم الروسي السيبراني 3 أسابيع، وأدى إلى شلل تام للبنية التحتية في البلاد، حيث استهدف شبكات الاتصال، والأنظمة المصرفية، والصحف، وشبكات الهاتف الجوال.
شنت إسرائيل هجومًا سيبرانيًا كبيرًا على سوريا، إذ استهدفت أنظمة الدفاع الجوي السورية، كما قصفت محطة نووية مشتبه بها قيد الإنشاء في البلد العربي، وذلك في عام 2007.
وتمكنت تل أبيب من اختراق أنظمة الرادار للدفاع الجوي السوري، وذلك عبر برنامج "سوتر"، الذي تمكن من عرقلة وصول البيانات لأنظمة الرادار السورية في عملية أطلق عليها "البستان".
تعرضت ألمانيا في عام 2015 إلى عملية قرصنة روسية كبرى، وذلك من خلال تسريب وثائق رسمية، منها وثائق حساسة تخص البرلمان الألماني، كما استهدفت الهجمات الأحزاب والمؤسسات الألمانية قُبيل فترة الانتخابات الألمانية.
عندما كانت المنافسة على أشدها بين دونالد ترامب وهيلاري كلينتون على مقعد البيت الأبيض عام 2016، تعرضت الولايات المتحدة إلى هجمات سيبرانية استهدفت أنظمة الانتخابات في البلاد، وبهدف ترجيح كفة "ترامب" على "كلينتون".
لم تعلن أي جهة عن مسؤوليتها على الهجوم، ولكن أشارت أصابع الاتهام إلى موسكو كأحد أبرز الأطراف المحتمل تورطها في الهجوم السيبراني.