"شعرتُ بضعفه وكان يتمنى الموت".. شاهد ما طلبه مبارك كي يوافق على النزول من الطائرة إلى السجن؟

كشفت مقابلة أجرتها قناة "العربية" مع اللواء متقاعد محمد نجيب مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق، عن لحظة وصول مبارك إلى السجن لأول مرة عقب الحكم عليه بالسجن المؤبد عام 2012، ورفضه النزول من المروحية إلى السجن، وما طلبه حتى يوافق على النزول من الطائرة.

ونقلت "العربية" عن اللواء متقاعد محمد نجيب: أن النيابة العامة المصرية، أجرت اتصالات مع مصلحة السجون، ونسقت معها استعدادًا لاستقبال الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، داخل سجن طرة لأول مرة.

ويقول "نجيب": في البداية اتصل بي مكتب السيد النائب العام، وقال استعدوا في حال صدور حكم ضد حسني مبارك، سيأتي من المحكمة إليك مباشرة، وبالفعل قام ضباط القوات المسلحة والطيران بمعاينة منطقة السجن، وحددوا مكانًا لمهبط الطائرة في السجن.

وعقب صدور الحكم بالأشغال الشاقة المؤبدة ضد حسني مبارك، تم نقله جوًّا إلى سجن طرة؛ حسب اللواء محمد نجيب.

وأشار "نجيب" إلى أن المروحية بعد أن هبطت قرب سجن طرة، ظلت لمدة نصف ساعة لم يخرج منها أحد، وبعدها نزل قائد الحرس، وكان بمفرده مع مبارك ونجليه واثنين من الطيارين.

وقال قائد الحرس: الرئيس يرفض النزول، سألته: لماذا يرفض النزول؟ قال انه مستاء جدًّا، وقال لي: لا يمكن أن أنزل، اصعد إليه وتحدث معه، وستتمكن بطبيعتك وهدوئك من إقناعه بالنزول من الطائرة، فقلت لقائد الحرس: تعال اصعد معي، وكان هذا أول لقاء مباشر لي مع الرئيس مبارك.

ويضيف "نجيب": وبعد عدة محاولات، شارك فيها نجلاه جمال وعلاء، استطعنا إقناع مبارك بالنزول من الطائرة.

وقد وافق مبارك على النزول من المروحية، بشرط إحضار أطبائه المتخصصين إلى السجن، وقال لي مبارك: أنا مشترك في التأمين الصحي، في مستشفى الجلاء العسكري، في هذا التوقيت شعرت بضعفه، وأنه لا يملك المال (كان قد صدر قرار بالتحفظ على أموال مبارك وأسرته)، ولا يملك غير أن يتوجه إلى العلاج على نفقة الدولة.

وحسب اللواء نجيب: فإن لجوء مبارك إلى العلاج على نفقة الدولة، أثّر في نفسيته، فطلبت منه أن يطمئن، فنحن لدينا في السجن علاج ولدينا مجموعة من أفضل الأطباء، فقال مبارك أنا لي فريق طبي متخصص، وطلب حضورهم، فوافق اللواء نجيب.

وأكد "نجيب" أن من حقه كمسؤول عن السجن إحضار الفريق الطبي الخاص بالرئيس، وليس في هذا أي مخالفة للنظم والقوانين.

وأشار "نجيب" إلى أن مبارك كان مستاء جدًّا بعد صدور الحكم بسجنه مدى الحياة، وتمنى أن يموت ويذهب إلى حيث يمكث حفيده.