في يوم السابع من أكتوبر من عام 2023 استيقظ العالم على وقع عملية "طوفان الأقصى"، وهي الحادثة التي هزت الصورة العسكرية الإسرائيلية المثالية، وأودت بحياة نحو 1200 شخص، فضلاً عن وقوع نحو 250 في الأسر، وأعقبها عدوان إسرائيلي غاشم غير مسبوق على قطاع غزة مازال مستمرًا إلى يومنا هذا.
مر عام على العدوان الإسرائيلي، الذي خلق مأساة لا مثيل لها في غزة، فقد راح ضحيته نحو 42 ألف شهيد من أبناء غزة، معظمهم من الأطفال والنساء، وعشرات الآلاف من المصابين، وتشريد نحو 2.3 مليون، ونزوحهم من مكان إلى آخر في مشاهد مفجعة.
الصور التي تنقل لنا ما آلت إليه غزة بعد عام من العدوان مؤلمة، فيمكنك مشاهدة حجم الدمار الهائل الذي حل بالقطاع الجريح، فالبيوت مهدمة، والمحال مدمرة، والبنية التحتية مهشمة، واختفت مظاهر ومقومات الحياة، ولم يبقَ أي شيء لم يطله أذى العدوان الإسرائيلي، الحجر والبشر والحيوان والزرع.
ووفقًا للأرقام فقد لحق الضرر الكلي بنحو ربع المباني في غزة، فيما كانت الأضرار الجزئية من نصيب ما يناهز 66 % من مباني القطاع.
وفي يونيو الماضي، قدرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن 67 % من مرافق المياه والصرف الصحي والبنية التحتية في قطاع غزة مدمرة أو متضررة من جراء الحرب.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن العدوان الإسرائيلي الغاشم خلف نحو 40 مليون طن من الحطام والأنقاض في غزة، الأمر الذي قد يستغرق ما يصل إلى 15 عامًا، ونحو 650 مليون دولار لإزالة تلك الأنقاض فقط قبل بدء الإعمار الفعلي.
معاناة سكان غزة لم تتوقف عند حدود النزوح، ودمار المنازل والبنية التحتية، بل تخطت ذلك إلى محاصرتهم بالجوع، وفي يونيو الماضي، قالت "الأونروا" في بيان: إن أكثر من 50 ألف طفل في القطاع بحاجة ماسة إلى العلاج من سوء التغذية الحاد.
وباتت المجاعة السمة الأبرز في غزة في ظل منع الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات الغذائية والإنسانية إلى القطاع تارة، أو تأخير وصولها والتضييق عليها تارة أخرى. وفي حين كان يصل القطاع نحو 600 شاحنة محملة بالمواد الغذائية يوميًا قبل العدوان، تقلص العدد إلى نحو 50 شاحنة أو أقل.
وبحسب تقرير نشرته "أوكسفام" مطلع شهر سبتمبر الماضي، فإن 1 من كل 5 أشخاص يعيشون في غزة يواجهون "مستويات كارثية" من الجوع، في حين قال برنامج الأغذية العالمي في يوليو الماضي إن نصف مليون شخص في القطاع يواجهون "مستويات كارثية" من الجوع.