غموض الـ9 سنوات يتواصل.. "الماليزية 370" وتفسيرات الثقب الأسود والكائنات الفضائية

استنتاجات جديدة تشير لسيطرة أحد المتسللين أو الطيارين على قمرة القيادة.. هل سيبقى اللغز للأبد؟
غموض الـ9 سنوات يتواصل.. "الماليزية 370" وتفسيرات الثقب الأسود والكائنات الفضائية
تم النشر في

9 سنوات مرت على اختفاء طائرة الركاب الماليزية "إم إتش 370" الغامض بدرجة استثنائية، ولا يزال هذا اللغز محيرًا وشديد الغموض؛ حتى إن الكثيرين يرجّحون أنه سيبقى كذلك إلى الأبد.

ففي يوم 14 مارس عام 2014 أعلن البيت الأبيض، أن طائرة الركاب الماليزية "إم إتش 370" المفقودة، واصلت تحليقها لأربع ساعات على الأقل بعد اختفائها من شاشات الرادار.

في ذلك التطور، دفع مسؤولون أمريكيون بمعلومات تقول إن محركات طائرة الخطوط الجوية الماليزية "إم إتش 370" استمرت في العمل لمدة أربع ساعات على الأقل بعد انقطاع جميع الاتصالات الأخرى، وأنهم استقوا هذا الاستنتاج من بيانات أرسلتها الطائرة المنكوبة عبر نظام اتصالات عبر الأقمار الصناعية.

ورأى هؤلاء المسؤولون -وفق "روسيا اليوم"- بناء على تلك المعلومات، أن شخصًا ما في قمرة القيادة كان بإمكانه إيقاف تشغيل جهاز الإرسال والاستقبال والراديو؛ فيما صرح خبير أمريكي في التحقيق في الكوارث الجوية، أن طائرة الركاب الماليزية غيّرت مسارها بالتزامن مع إيقاف تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال؛ مما يشير إلى أن متسللًا أو أحد الطيارين سيطر على الطائرة.

البداية كانت في 8 مارس 2014، حين أقلعت طائرة بوينج 777 تابعة للخطوط الجوية الماليزية في رحلة من كوالالمبور إلى بكين، واختفت فوق المحيط الهندي.

كان على متن الطائرة 239 شخصًا، بينهم 227 مسافرًا، غالبيتهم من الصين، إلى جانب مواطنين من ماليزيا وأستراليا والهند وفرنسا والولايات المتحدة وإيران وروسيا وكندا وأوكرانيا ونيوزيلندا وهولندا وتايوان.

الطائرة الماليزية "ثلاثة سبعة صفر" كان يقودها زهاري أحمد شاهن، وهو أحد الطيارين الكبار في الخطوط الجوية الماليزية ويبلغ من العمر 53، يعاونه فاروق عبدالحميد، وهو طيار شاب يبلغ من العمر 27 عامًا إلا أنه صاحب خبرة جيدة في الطيران.

وعقب مرور بعض الوقت على اختفاء الطائرة الماليزية، تَبَيّن أن الرادارات العسكرية الماليزية اكتشفت مسارًا غريبًا لطيرانها. غيّرت الطائرة مسارها فجأة، وحلّقت بدلًا من الشمال الشرقي إلى الغرب، وحلّقت حول ماليزيا واتجهت جنوبًا مباشرة إلى المحيط الهندي.

وفي الدقيقة الأربعين للرحلة ذات المصير الغامض، أمر المراقب الجوي الماليزي الطائرة "إم إتش 370" بالاتصال بالمراقبة الجوية الفيتنامية. في ذلك الوقت كانت الطائرة تغادر الأجواء الماليزية وتستعد لدخول المجال الجوي لفيتنام.

وبعد ثوانٍ أربع، ردت الطائرة الماليزية بعبارة تقول: "تصبحون على خير، الماليزية ثلاثة سبعة صفر"، وكان ذلك آخر صوت صدر منها.

وتُعد عمليات البحث عن هذه الطائرة، الأغلى في تاريخ الطيران، وقد انتهت في يناير عام 2017، دون نتيجة ملموسة.

وفي أكتوبر عام 2017، جرى العثور على أجزاء من حطام الطائرة الماليزية المفقودة على شواطئ الساحل الغربي للمحيط الهندي.

كل ذلك أدى إلى ظهور الكثير من النظريات والافتراضات حول اختفاء الرحلة؛ منها أن ربانها أحمد شاهن انتحر بها، أو قد تكون قد اختُطِفت من قِبَل إرهابيين وأُجبرت على الهبوط في جزر بالمحيط الهندي أو مناطق محيطة، في مهابط يمكن لطائرة "بوينغ 777" النزول بها من الناحية النظرية.

وتوجهت بعض أصابع الاتهام أيضًا إلى كوريا الشمالية، وأن عملاء لها سيطروا عليها وأنزلوها في بيونغ يانغ، كما حدث ذلك لطائرة للخطوط الجوية الكورية الجنوبية في عام 1969.

كما تَحدثت رواية عن احتمال أن تكون الطائرة الماليزية قد أُنزلت في قاعدة القوات الجوية الأمريكية في جزيرة دييغو غارسيا في وسط المحيط الهندي، بالاستناد إلى معلومات زعمت أن طيار الرحلة "إم إتش 370" تَدَرب في منزله على لعبة تُحاكي الهبوط بطائرة على مدرج قصير على جزيرة في المحيط الهندي.

وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سارعت إلى نفي هذه المعلومات؛ فيما ظهرت رواية أخرى عن نفس القاعدة، لكن بسيناريو مخالف؛ افترض أن العسكريين الأمريكيين أسقطوا -بطريق الخطأ- الطائرة بعد انحرافها عن مسارها.

أما الروايات التي سرَح بها الخيال بعيدًا، فتحدثت عن ثقب أسود ابتلع الطائرة، وأخرى عن نيزك أسقطها؛ بل وكائنات فضائية اختطفتها وما شابه.

في نهاية المطاف لم تتبقَّ أمام الخبراء والمهتمين إلا أن يعترفوا بعجزهم وحيرتهم الكاملة؛ الأمر الذي عبّرت عنه لويز مالكينسون، مخرجة الفيلم الوثائقي "إم إتش 370" الذي أنتجته منصة "نتفليكس"، بوصفها مصير الطائرة الماليزية بأنه "أعظم لغز طيران في كل العصور".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org