أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" مركبة الفضاء "يوروبا كليبر"، لاستكشاف قمر تابع لكوكب المشتري مغطى بالجليد؛ بهدف تحديد ما إذا كان القمر صالحًا للسكن للحياة كما نعرفها.
وانطلقت المركبة على متن صاروخ "فالكون هيفي" من شركة "سبيس إكس"، اليوم (الاثنين) من مركز كينيدي للفضاء التابع لـ"ناسا" في فلوريدا، بعد أن تأخر الإطلاق المنتظر منذ فترة طويلة، والذي كان مقررًا في البداية في 10 أكتوبر، بسبب إعصار ميلتون.
وستكون "يوروبا كليبر" أول مركبة فضائية مخصصة لاستكشاف عالم محيطي مغطى بالجليد في نظامنا الشمسي، وتهدف إلى تحديد ما إذا كان القمر صالحًا للسكن والحياة.
وستحمل المركبة تسعة أجهزة، وتجربة للجاذبية لاستكشاف المحيط الموجود تحت قشرة الجليد السميكة للقمر "يوروبا"، ويُقدر أن محيط القمر يحتوي على ضعف كمية المياه السائلة الموجودة في محيطات الأرض.
وقال روبرت بابالاردو، عالم المشروع في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في باسادينا، كاليفورنيا، في بيان: "ستعمل الأجهزة معًا يدًا بيد للإجابة عن أكثر أسئلتنا إلحاحًا حول يوروبا، وسنتعلم ما يجعل يوروبا ينبض بالحياة، بدءًا من قلبه وصخوره الداخلية إلى محيطه وقشرته الجليدية، وحتى غلافه الجوي الرقيق جدًا والبيئة الفضائية المحيطة".
وتحمل المركبة الفضائية أيضًا أكثر من 2.6 مليون اسم قدمها أشخاص من بلدان حول العالم، بالإضافة إلى قصيدة للشاعرة الأمريكية الحاصلة على جائزة شاعر البلاط أدا ليمو.
وبدأت المهمة التي تبلغ تكلفتها 5.2 مليارات دولار كمفهوم في عام 2013، لكن الطريق إلى الإطلاق لم يخلُ من التحديات، ففي مايو الماضي، اكتشف المهندسون أن مكونات المركبة الفضائية قد لا تكون قادرة على تحمل بيئة الإشعاع القاسية لكوكب المشتري، ومع ذلك، تمكن الفريق من إكمال الاختبارات اللازمة في الوقت المناسب والحصول على الموافقة في سبتمبر للمضي قدمًا نحو الإطلاق.
وبعد الإطلاق، ستسافر المركبة الفضائية مسافة 1.8 مليار ميل (2.9 مليار كيلومتر) ومن المتوقع أن تصل إلى كوكب المشتري في إبريل 2030، وخلال الرحلة، ستجري المركبة الفضائية عمليات تحليق قريب من المريخ ثم الأرض، باستخدام جاذبية كل كوكب لمساعدة المركبة الفضائية على استخدام كمية أقل من الوقود واكتساب السرعة في رحلتها إلى كوكب المشتري.
وستعمل يوروبا كليبر بالتزامن مع مركبة الفضاء "جوس"، أو مستكشف أقمار المشتري الجليدية، التي أطلقتها وكالة الفضاء الأوروبية في إبريل 2023، والتي ستصل إلى كوكب المشتري في يوليو 2031 لدراسة الكوكب وأكبر أقماره.
وتعد "كليبر" أكبر مركبة فضائية بنتها "ناسا" على الإطلاق لمهمة كوكبية، حيث يبلغ عرضها 100 قدم (30.5 مترًا) - أي أطول من ملعب كرة السلة - بفضل صفائفها الشمسية. وستساعد الألواح الضخمة على امتصاص ما يكفي من ضوء الشمس لتزويد أجهزة المركبة الفضائية وإليكترونياتها بالطاقة خلال استكشافها للقمر يوروبا، والتي تبعد عن الشمس خمسة أضعاف المسافة التي تبعد فيها الأرض.
وعند وصولها، ستقضي المركبة الفضائية مهمتها في إجراء 49 تحليقًا قريبًا من "يوروبا" بدلاً من الهبوط على سطح القمر.