في بداية شهر سبتمبر 2019، استيقظ اثنان من البحارة على أغرب مشهد في المحيط الهادي، كانت سجادة من الصخور الأسفنجية الخفيفة منتشرة على سطح المحيط حتى حجبت الماء، التقط البحارة بعض الصخور، ولكن الأقمار الصناعية ومراكز الأبحاث كانت قد بدأت العمل لحل اللغز المحير.
ماذا شاهد بحارة أستراليا؟
وتحت عنوان "أخيرًا العلماء يحلون لغز الصخور الأسفنجية في المحيط الهادي"، قالت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، كتب البحار والمغامر الأسترالي شانون لينز على موقع يوتيوب: " أبحرنا في حقل من الصخور الاسفنجية لمدة 6 إلى 8 ساعات، ولم تكن هناك في معظم الأحيان، مياه مرئية".
صور الأقمار الصناعية ترصد اللغز
وبحسب فريق المغامرات الأسترالي، فإن الصخور البركانية الخفيفة كانت كثيفة وكثيرة لدرجة أنها غطت سطح المحيط.
وخلال ساعات كانت صور الأقمار الصناعية تؤيد رواية البحارة الأستراليين، فظهرت سجادة الصخور في صور القمر الصناعي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، وصور قمر سنتينيال -2، وبدأت المعلومات تتواتر عن حجمها الضخم.
حجمها 150 كيلومتر مربع
وحسب "الديلي ميل"، فقد نشرت "مجلة البراكين وبحوث الطاقة الحرارية الأرضية"، دراسة عن سجادة الصخور أجراها باحثون من مركز "جيومر هيلم هولتز" لأبحاث المحيطات في ألمانيا، بالاشتراك مع علماء من كندا وأستراليا، وترأس الدراسة الدكتور فيليب براندل.
وبعد دراسة صور الأقمار الصناعية، كشف الباحثون أن حجم سجادة الصخور يزيد على 150 كيلومتر مربع، أي ضعف حجم مانهاتن، أو ما يزيد على حجم 20 ألف ملعب كرة قدم، وأن هذا التكوين الصخري العملاق يبحر متوجهًا نحو أستراليا، ليلتقي بالحاجز المرجاني العظيم في أستراليا في نهاية يناير أو أول فبراير 2020.
كيف تكونت هذه الصخور؟
وعن سبب تكون هذه الصخور الخفيفة، كشف العلماء أنها ناتجة عن ثوران بركان تحت الماء من أعماق المحيط الهادي، قبالة سواحل أرخبيل تونجا.
وحسب الدراسة، فإن هذه الصخور الخفيفة الأسفنجية الشكل، تتكون داخل البركان بسبب الحرارة والضغط الشديدين، وتخرج من قلب البركان في صورة رغاوي، تبرد وتتجمد بسرعة عندما تلتقي بماء المحيط، وتتحول بعدها إلى صخور مسامية خفيفة الكثافة والوزن تطفو على سطح الماء.
خبر سار للعالم
وتعد الدراسة إبحار هذه الصخور إلى الحاجز المرجاني العظيم خبرًا سارًا للعالم، إذ إن الصخور أثناء تكونها وإبحارها تحمل معها كائنات حية وشعاب مرجانية، ستنضم إلى الحاجز المرجاني، ويقول الجيولوجي سكوت برايان من جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا: "هذه هي الطبيعة حينما تتحرك لإنقاذ نفسها، إن هذه الصخور تعيد تخزين وتكوين الحاجز المرجاني العظيم"، ويضيف برايان : "استنادًا إلى أحداث الطواف السابقة للصخور الاسفنجية التي درسناها على مدار العشرين عامًا الماضية، فإنها ستجلب الشعاب المرجانية الصحية وكائنات الشعاب المرجانية الجديدة إلى الحاجز المرجاني العظيم، إنها نظام بيئي متنقل مليء بالطحالب والمحار الذي يعيش في المياه المالحة والشعاب المرجانية وربما الكثير من أشكال الحياة".