كشف فيديو نادر، عن أغرب واقعة في عالم الزواحف، حين طرق ثعبان بني سام باب سيدة أسترالية مستنجدًا لإنقاذ رفيقه الذي كان محاصرًا يتألم.
ويقول تقرير على موقع "أوتسايدر" الأمريكي، للثعابين، وخاصة السامة منها، سمعة سيئة، لكونها قاتلة بلا معنى وذات دم بارد، ولكن حتى واحد من أخطر الثعابين في العالم، وهو الثعبان الشرقي ذو اللون البني، يمتلك أحاسيس ومشاعر، من الرضا إلى الخوف، ويمكنه حتى تكوين روابط وعلاقات مع الثعابين الأخرى.
وأضاف التقرير، أن "خدمة إزالة من الثعابين" في أستراليا نشرت على صفحتها على "فيسبوك"، يوم 23 أبريل الماضي، فيديو للواقعة التي التقطتها سيدة أسترالية من خلف زجاج بابها، في شهر أغسطس من العام الماضي.
وحسب التقرير: فقد صُدمت المرأة عندما وجدت ثعبانًا بنيًا شرقيًا سامًا ينقر على بابها، وبعد قليل من التحقق والتدقيق، اكتشفت المرأة أن الثعبان لم يكن حاول إلحاق الضرر بها على الإطلاق، ولكن يبدو أنه يحاول الحصول على مساعدة لرفيقه.
وأوضحت "خدمة إزالة الثعابين" في منشورها: "إنه أمر مقلق للغاية عندما يطرق ثعبان سام بابك بشكل خطير"، "لكن عند الفحص الدقيق، وجدت المرأة ثعبانًا آخر يتألم وهو محاصر في حفرة أسفل مجرفة تستخدم لتقليب التربة في الحديقة".
ويظهر الفيديو بشكل واضح، أن الثعبان الثاني كان محاصرًا لا يستطيع الحركة، ما جعل "خدمة إزالة الثعابين" تعتقد -عندما شاهدت اللقطات- أن الثعبان الأول كان بالفعل "يستجدي" المرأة طلبًا للمساعدة.
ويتساءل التقرير: "هل من المعتاد أن يسافر ثعبانان معًا؟ لا يحدث هذا، لكن حدوثه ليس مستحيلاً، كما تكشف هذه الواقعة الغريبة".
وتأكدت شكوك صائدي الأفعى عندما وصلوا لإتمام عملية الإنقاذ، حيث تم إنقاذ الثعبان البني المحاصر في الحفرة بعناية، وبعدها أطلق موظفو الخدمة الثعبانين في الغابة، وبالفعل سار الزاحفان معًا".
وقالت "خدمة إزالة الثعابين": "إنها حقًا غريزة طبيعية لدينا (ولدى جميع الكائنات الحية) أن نكون طيبين ومحبين قبل أن نكون قاتلين، كما أوضحت هذه القصة الجميلة للمرأة والثعبان".
وحسب التقرير، تقول الباحثة في جامعة ولاية أريزونا، ميليسا أماريلو: في حين أن الثعابين لا تتمتع دائمًا بمشاعر قوية وواضحة مثل الكلاب أو القطط، فإنها تشعر بالأشياء. إنهم يظهرون الألفة، على سبيل المثال، مع أصحابهم ورفاقهم، لكنهم يتصرفون بشكل متقلب تجاه الغرباء والتهديدات المحتملة.
وكرست "أماريلو" ثلاث سنوات من الدراسة لإثبات أنه حتى الأفاعي السامة يمكن أن تكون صداقة وتتعايش برفقة أفاع أخرى، ففي بحثها عن أفاعي الجرس السامة، وجدت "أماريلو" أن الكثير مما نعرفه عن سلوك الأفعى يتكون من مفاهيم خاطئة، فبدلاً من قضاء الأفاعي كل وقتهم بمفردهم، فإنهم يفضلون التجول و"التسكع" معًا.
ويضيف التقرير، الآن تصبح رؤية الثعابين معًا في الشتاء أو أثناء موسم التزاوج ليس بالأمر غير المألوف، ومع ذلك، لم يكن لهذه الثعابين أي سبب لتكون معًا سوى الصداقة بين الزواحف.
وفي مقابلة مع صحيفة "أريزونا ريبابليك" اليومية، تقول "أماريلو": "بالطبع تتخذ الأفاعي والثعابين قراراتها بشأن من يتسكعون معه، عندما يخرجون من مخابئهم بعد فصل الشتاء، وتكون لديهم حرية التنقل".
ولكن لا يزال العلماء لا يعرفون كيف تختار الثعابين السامة وغير السامة "أصدقاءها". الشيء الوحيد الواضح هو أنهم يمتلكونها، ويبدو أنهم يستمتعون بالتفاعل الاجتماعي، "لا قتال، ولا غزل، مجرد نوع من التسكع ".