عندما تتناول وجبة جيدة في مطعم ويسألك النادل، "هل تريد طبق الحلوى؟"، فتجد نفسك متشوقًا لتناوله على الرغم من الشبع، فمن أين يأتي الصوت الذي يتوق إلى شريحة الفطيرة بالسكر؟ يجيب العلماء : إنها تأتي من دماغك.
فالآن أصبح لدى العلماء فهم أفضل للأصول العصبية لهذه الرغبة وذلك بفضل دراسة جديدة نُشرت في مجلة "ساينس" الأسبوع الماضي.
وحسب تقرير على موقع "الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية"، تتشابه أدمغة الفئران من الناحية البنيوية مع أدمغة البشر. لهذا لجأ الباحثون إلى الفئران، حيث قاموا بعزل المسارات العصبية المسؤولة عن "دماغ الحلوى"، أو المنطقة التي تدفع إلى تناول الحلوى بالدماغ.
أطعم الباحثون في "معهد ماكس بلانك" لأبحاث التمثيل الغذائي، الفئران حتى الشبع ثم أعطوها السكر. وبالقيام بذلك، وجدوا أن الخلايا العصبية نفسها التي تشير إلى الشبع، أو الامتلاء، أطلقت أيضًا هرمون "بيتا-إندورفين β-Endorphin"، وهو مادة أفيون يطلقها الدماغ بشكل طبيعي، وهذه المادة الكيميائية تحفز الشعور بالمكافأة، لذا تقبل الفئران على السكر، لكن عندما قام الباحثون بحجب هذا مسار هذه المادة الكيميائية الأفيونية، ابتعدت الفئران عن السكر.
وجد الباحثون طريقة العمل العصبية نفسها في أدمغة البشر عند دراسة أنسجة مخ تم التبرع بها ومسح أدمغة المتطوعين.
يقول هينينج فينسلو، أحد مؤلفي الدراسة، إن هذا يشير إلى أن أدمغة الناس تطورت لتحب السكر بشكل مفرط. ويقول : "نظرًا لسهولة استقلاب السكر (تحويل السكر إلى طاقة)، فإن استهلاكه بما يتجاوز احتياجات الطاقة مفيد للحيوانات"، لكنه يسبب السمنة عند الإنسان.
في النهاية، يأمل الفريق أن يؤدي هذا البحث إلى فهم أفضل للإفراط في استهلاك السكر والسمنة وأدوية إنقاص الوزن الأكثر تعقيدًا.