حالة واحدة فقط تجعله قمرًا.. شاهد القصة الكاملة لدوران قمرين حول الأرض لمدة 53 يومًا

دخل كويكب صغير بحجم حافلة يشبه القمر إلى مدار الأرض منذ 48 ساعة، ليرافق القمر الأصلي في دورة كاملة حول الأرض تستمر لمدة 53 يومًا، وأطلق على الكويكب اسم "2024 PT5" حسب وكالة "ناسا" الأمريكية.

وحسب موقع "لايف ساينس" العلمي، اكتشفت وكالة ناسا الكويكب "2024 PT5" لأول مرة في 7 أغسطس الماضي، وهو صخرة يبلغ قطرها 33 قدمًا (10 أمتار).. وعلى الفور بدأ العلماء في تتبع مساره لفهم رحلته، واكتشفوا أنه سيبقى لمدة 53 يومًا ضمن جاذبية الأرض، منذ 29 سبتمبر حتى 25 نوفمبر، حين ينفلت من نطاق الجاذبية.

وخلال زيارته، سيدور كويكب "2024 PT5" مدارًا كاملًا حول الأرض بفعل الجاذبية الأرضية، وتتبع هذه الأجسام عادةً مدارًا على شكل حدوة حصان يقربها من كوكبنا.

يؤكد الباحثون أن الكويكب 2024 PT5 لا يشكل أي خطر على الأرض؛ فقد درسوا بعناية حجمه وسرعته ومساره؛ مؤكديْن أنه سيمر بسلام. وستكون زيارة هذا الكويكب قصيرة؛ لكنها فرصة لمراقبة كويكب قريب.

يظل أصل الكويكب نقطة اهتمام بين العلماء، ويعتقد معظم الباحثين أن "2024 PT5" جاء من حزام الكويكبات "أرجونا"، الذي يحتوي على كويكبات ذات مدارات مماثلة لمدارات الأرض. ومع ذلك هناك نظرية أخرى مفادها أنه قد يكون جزءًا من قمرنا الفعلي.

يعتقد بول تشوداس، مدير مركز دراسات الأجسام القريبة من الأرض التابع لوكالة ناسا، أن الكويكب قد يكون له قصة أصل مختلفة. ويتكهن بأنه قد يكون مقذوفًا أو حطامًا من تأثير سابق على القمر. وهذا من شأنه أن يجعل الكويكب جزءًا صغيرًا من تاريخ القمر.

من المثير للاهتمام أن هذه ليست المرة الأولى التي تستضيف فيها الأرض قمرًا صغيرًا مؤقتًا؛ ففي عام 2022 دار كويكب صغير يدعى "2022 NX1"، حول كوكبنا لفترة وجيزة. ومثل كويكب "2024 PT5"، اتبع مسارًا مشابهًا قبل العودة إلى الفضاء.

هناك بعض الجدل بين علماء الفلك حول ما إذا كان كويكب "2024 PT5"مؤهلًا حقًّا ليكون قمرًا صغيرًا، يقول لانس بينر، الخبير في مختبر الدفع النفاث بوكالة ناسا: يجب أن يكمل الكويكب دورة كاملة واحدة على الأقل حتى يعتبر قمرًا صغيرًا؛ ونظرًا لأن "2024 PT5" لن يكمل مدارًا كاملًا حول الأرض والقمر، فإن تصنيفه مطروح للمناقشة.

ونشر علماء فلكٍ هواةٌ مثل "توني دان"، محاكاة لرحلة كويكب "2024 PT5" القادمة حول الأرض؛ حيث تساعد هذه الرسوم المتحركة الجمهور على تصور مدار الكويكب بشكل أفضل.