حلول تحت أقدام البشر.. خبيرة توضح كيف تقدم الفطريات حلاً مذهلاً للتغير المناخي

قالت إنها تلتهم أكثر من ثلث الانبعاثات السنوية الناتجة عن الوقود الأحفوري بالعالم
الفطريات تقدم حلا مذهلا للتغير المناخي
الفطريات تقدم حلا مذهلا للتغير المناخي

مع ارتفاع نسب انبعاثات الكربون المسببة لزيادة درجات حرارة الأرض، يبدو أن ثمة حلولاً في الأفق تكمن تحت أقدام البشر، إذ تؤكد دراسة حديثة أن "الفطريات ضرورية لصحة الكوكب"، وفقاً لسكاي نيوز عربية .

وتفصيلاً، وجدت الدراسة التي نشرت قبل أيام في مجلة "كارنت بيولوجي" العلمية، أن: "الفطريات تلتهم أكثر من ثلث الانبعاثات السنوية الناتجة عن الوقود الأحفوري (البترول) في العالم"، لافتة إلى أن هذه الكائنات "تمثل أملاً في عمليات حفظ واستعادة الكربون من الجو".

كما وجدت أن "الفطريات امتصت نحو 36 بالمئة من انبعاثات الوقود الأحفوري العالمية"، وأن هذا يكفي للتصدي للتلوث الكربوني السنوي الذي ينتج من الصين (أكبر مصدر لانبعاثات الكربون في العالم)".

وأوضحت أن "النباتات تضخ سنويا ما يقدر بنحو 13 غيغا طن من ثاني أكسيد الكربون حول العالم في الفطريات التي تعيش تحت الأرض".

في هذا السياق، قالت الباحثة المتخصصة في علوم الفطريات بالجامعة اللبنانية ساندرا سليمان، في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "الشبكات الفطرية تحت الأرض تتعرض باستمرار للنشاط البشري عبر العديد من الطرق، كالزراعة والتعدين والصناعة".

وأوضحت سليمان: "مما لا شك فيه أن هذا التدخل يتسبب في خسائر فادحة"، وشددت الباحثة على أهمية وجود هذه الفطريات، ووصفتها بأنها "مخزن الكربون تحت سطح الأرض". وأضافت: ومن المعروف أن بعض الفطريات تنمو حول الأطراف الجذرية للنباتات، وتشكل هذه علاقة تكافلية وطيدة مع النباتات وجذورها المحيطة، كأحد أقدم أسس الحياة على كوكب الأرض".

ومنذ ما يقارب نصف مليار عام، وفرت هذه الفطريات الجذرية للنباتات، المغذيات المعدنية مثل الفوسفور، مقابل السكريات التي تقوم النباتات بإنتاجها".

وتصنع النباتات هذا السكر من ثاني أوكسيد الكربون من الهواء، مما يعني أن الفطريات هي بنك الكربون المتنامي تحت الأرض".

وركزت الباحثة على دور الفطريات في تنظيف الجو، فأوضحت: وتشبه الفطريات النباتات بشكل سطحي، لأنها تتحرك ببطء شديد، حيث تشبه أحيانا الحيوانات التي تشترك معها، في الحاجة إلى العثور على الطعام واستخدام المواد الكيميائية في عملية التمثيل الغذائي، بدلاً من تصنيع العناصر الغذائية من ضوء الشمس وثاني أوكسيد الكربون".

وأوضحت المتخصصة أن للفطريات "فوائد عديدة كمصدر غذاء ودواء، رغم أنها تعتبر مصدرا للتسمم أحيانا"، وقالت: "تكافح الفطريات التغير المناخي والمشاكل التي خلقتها يد الإنسان".

وأضافت: "تقدم الفطريات للنباتات المحيطة بجذوع الأشجار، المعادن التي لا يمكن أن تمتصها جذور الأشجار، مقابل تزويدها بالسكريات من هذه النباتات".

وتابعت: "علينا عدم تعطيل أنظمة دعم الحياة القديمة في التربة، التي تحد من الاحتباس الحراري وتفعل النظم البيئية التي نعتمد عليها. هذه الشبكات من الفطريات ضرورية للتنوع البيولوجي، ولصحة كوكبنا".

وشددت الباحثة على أهمية استخدام مادة الميسيليوم (وهي شبكة من الخيوط البيضاء الدقيقة تعمل على تأمين الغذاء اللازم لنمو الفطريات)، لتسريع عملية تعديل وتحويل المواد البلاستيكية في المختبرات الحديثة.

واعتبرت أن مثل هذه الاستخدامات "تشكل ثورة للتغلب على المشاكل التي سببها الإنسان في التغير المناخي".

وختمت سليمان حديثها بالتأكيد على أن "عالم الفطريات سيخلق ثورة فعالة في المستقبل".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org