"كرة قدم وقطعة بسكويت وكتاب أسود".. القصة الكاملة لحقيبة الرئيس الأمريكي النووية وخطوات إطلاق الصواريخ

"كرة قدم وقطعة بسكويت وكتاب أسود".. القصة الكاملة لحقيبة الرئيس الأمريكي النووية وخطوات إطلاق الصواريخ
تم النشر في

مع عودة التهديدات النووية إلى الظهور على الساحة العالمية، بعد تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتن؛ وتهديدات زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون؛ تؤكّد وسائل إعلام أمريكية أنه وفي ظل الخطاب المتصاعد، يقف شيءٌ مادي واحد بمفرده في وجه هذه الهجمة من التصريحات، وهي حقيبة الطوارئ التي يحملها الرئيس، والمعروفة أيضاً باسم كرة القدم النووية.

الحقيبة مع الرئيس في جميع الأوقات

قالت مجلة "تايم " الأمريكية في تقريرٍ سابق لها، إن هذه الحقيبة الجلدية المنتفخة تظل مع الرئيس في جميع الأوقات، يحملها مساعد عسكري، ولا تبعد عنه أكثر من ذراع، إنها تذكير رمزي بالقوة البارزة والغموض الوطني، ويقول المؤرخ ويليام بور؛ عن حقيبة كرة القدم: "إنها بالفعل نظام قيادة وسيطرة سري يستخدم لضمان سيطرة الرئيس على قرارات استخدام الأسلحة النووية". وتؤكد العناصر الموجودة داخل حقيبة الطوارئ هوية الرئيس وبصفته القائد الأعلى، تربطه مكونات الحقيبة مباشرة بمركز القيادة العسكرية الوطنية، وهو مخبأ نووي يقع تحت مبنى وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون.

أول صورة نُشرت للكرة

وحسب التقرير، فإن أول صورة نُشرت للكرة النووية كانت في مايو 1963، في مجمع عائلة كينيدي في هيانيس بورت، بولاية ماساتشوستس، ويمكن رؤيتها وهي تتأرجح من يد المساعد العسكري وهو يسير مباشرة خلف الرئيس، ورافقت كرة القدم الرئيس ريغان إلى الساحة الحمراء في موسكو، في عام 1988.

محتويات حقيبة كرة القدم النووية

وبحسب وسائل إعلام أمريكية، تحتوي كرة القدم النووية على عديدٍ من العناصر التي يجب استخدامها لبدء أي ضربة نووية، ومن بين هذه العناصر بطاقة بلاستيكية تسمى "قطعة البسكويت"، مطبوعة عليها سلسلة من الرموز الذهبية التي يحتاج القائد العام إلى استشارتها عند إصدار أمر بمثل هذا الهجوم، ومع ذلك، فهذه ليست الرموز نفسها التي تتسبّب في إطلاق الصواريخ، ويوجد بالداخل ما يُسمى "الكتاب الأسود" الذي يحتوي على قائمة بخيارات الضربة المختلفة، والتي سيتم اختيار أحدها وإبلاغه إلى غرفة الحرب في البنتاغون.

الرئيس الأمريكي ليس الشخص الوحيد الذي يصدر الأمر

وفي الولايات المتحدة، الرئيس هو الشخص الوحيد الذي يملك سلطة إصدار الأوامر باستخدام الأسلحة النووية، لكن هذا لا يعني أنه يملك حق الوصول إلى "الزر النووي"، وبدلاً من ذلك، عندما يريد الرئيس التنفيذي إطلاق سلاح نووي، يتعين عليه أولاً عقد مؤتمر للمستشارين العسكريين والمدنيين البارزين، والذين يخضعون جميعاً لتوجيهات مشدّدة بأن يكون طلب الرئيس متوافقاً مع القانون الإنساني الدولي قبل تنفيذه.

فإذا لم يتم تسجيل أي مخالفة، فإن الرئيس سوف يفتح بعد ذلك لعبة كرة القدم النووية المروعة. في هذه المرحلة، تدخل الرموز الذهبية على قطعة البسكويت حيز التنفيذ، ومعها قائمة بخيارات الضربة من الكتاب الأسود.

كلمة السر

للتأكّد من أن الأمر يأتي حقاً من الرئيس، يصدر ضابط كبير في غرفة الحرب "رمز التحدّي" أو ما يشبه كلمة السر، والذي يتكون عادة من سلسلة من الحروف الصوتية من الأبجدية العسكرية، مثل "بابا- تانجو"، وذلك لتأكيد هوية الرئيس، وإثبات صحة الأمر، يجب على الرئيس الرد باستخدام الرمز الذهبي المقابل الموجود على البسكويت.

وفي هذه اللحظة، تبدأ كرة الدمار النووية في الدوران بالفعل، مع تفويض الضربة، تقوم غرفة الحرب بإعداد أمر إطلاق، وهو رسالة مشفرة يتم إرسالها إلى أطقم الإطلاق على الغوّاصات أو في المراكز البرية، اعتماداً على نوع السلاح النووي الذي تم اختياره للهجوم.

رموز نظام المصادقة المختوم

يحتوي هذا الأمر على رموز أخرى تُعرف باسم رموز نظام المصادقة المختوم (SAS)، إضافة إلى التركيبات المطلوبة لفتح الخزائن المقفلة في مواقع أطقم الإطلاق المختلفة. عند فتح هذه الخزائن، ستجد أطقم الإطلاق مجموعة أخرى من رموز نظام المصادقة المختوم، التي يجب أن تتطابق مع تلك الموجودة في أمر الإطلاق.

خطة الضربة والأهداف

توفر هذه الرسالة أيضاً تفاصيل خطة الحرب المختارة والأهداف التي يجب ضربها. أما بالنسبة للرموز الفعلية التي تفتح الصواريخ النووية، فقد تكون موجودة داخل الخزنة أو مضمّنة في أمر الإطلاق، اعتماداً على أنواع الأسلحة المستخدمة والمكان الذي يتم إطلاقها منه.

"قاعدة الشخصين" لإطلاق السلاح النووي

ومع ذلك، وبسبب ما يُسمى "قاعدة الشخصين"، من المستحيل على أي ضابط واحد بمفرده إطلاق سلاح نووي، بل يجب على اثنين من الضباط من مشغّلي الأسلحة التحقّق من الرموز وتشغيل المفاتيح في اللحظة نفسها على لوحة التحكم قبل أن يتم فتح الصاروخ.

عندما تحلق الصواريخ.. لا توجد طريقة لإعادتها

وبمجرد أن تحلق الصواريخ في الجو، لا توجد طريقة لإعادتها، وهذا هو السبب في أن عديداً من خطوات المصادقة مطلوبة من أجل تنفيذ ضربة. في النهاية، لا يمكن أن يحدث أيٌّ من هذا دون موافقة الرئيس، لكن من المطمئن أن نعرف أنه لا يوجد شخصٌ واحدٌ يضع إصبعه على الزر الأحمر الكبير.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org