ذكر تقرير وكالة "بلومبيرغ"، الأحد، أن الجيش الإسرائيلي، بدأ هجومه البري على غزة بشكل أكثر حذرًا مما تعهدت به "إسرائيل"، بعد هجوم حماس الذي أودى بـ1400 شخص في السابع من أكتوبر.
وأوضحت الوكالة في تقريرها، أنه بدلًا من القيام بغزو بري واسع النطاق، بدأ الجيش الإسرائيلي ببطء ما تصفه إسرائيل بالمرحلة الثانية من حربها ضد حماس، مع الأخذ بعين الاعتبار الضحايا المدنيين والمخاوف من امتداد الصراع إلى "حزب الله" في الشمال، ووسط الضغوط السياسية الداخلية على رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لمناقشة قضايا حساسة، أن "إسرائيل" تريد تدمير حماس كمنظمة، وضمان أن غزة لن تعود مصدر تهديد.
ويظل مدى واقعية ذلك الهدف غير واضح؛ بحسب الوكالة التي أشارت إلى ضغط الولايات المتحدة وغيرها من الحلفاء على "إسرائيل" لحملها على أن تكون أكثر تحديدًا لأهدافها؛ فضلًا عن رسم رؤية لما سيحدث بعد ذلك.
وأوضح التقرير أن قرار الشروع في غزو بري يشير بالفعل إلى تحول في التركيز بعيدًا عن التفاوض بشأن الرهائن، الذين احتجزت حماس نحو 230 منهم منذ 7 أكتوبر. ويشير أيضًا إلى الاعتقاد بأن "حزب الله" المدعوم من إيران لن يلجأ لقرار الدخول في قتال شامل، وسيكتفي بمناوشات قصيرة الأمد، وبالتالي لن يتم فتح معركة على جبهتين.
ويقول المسؤولون، بحسب الوكالة: إن الشعور السائد هو أن حماس كانت تحاول كسب الوقت، بهدف إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن أسبوعيًّا بينما تطالب بوقف إطلاق نار واسع النطاق وتبادل للأسرى.
وذكرت الوكالة أن المسؤولين يقولون إن الأجهزة الأمنية شكّلت مجموعة مهمتها استهداف كل قيادي في حماس متورط في هجوم 7 أكتوبر، وقد قُتل بعضهم بالفعل؛ بحسب الجيش.
والهدف الآخر الذي تتم مناقشته على نطاق واسع، بحسب الوكالة، هو أن "إسرائيل" لن تعيد قطاع غزة بالكامل إلى مَن سيحكم في نهاية المطاف بدلًا من حماس. وتخطط لإنشاء منطقة عازلة لمنع تكرار أي هجوم؛ وفقًا لعدد من المسؤولين.
وأبدت "إسرائيل" عزمها على حصار المدينة الرئيسية في قطاع غزة، الأحد، ونشرت صورًا لدبابات على الساحل الغربي للقطاع الفلسطيني بعد 48 ساعة من إصدار أوامر بالتوسع في عمليات التوغل البرية عبر حدوده الشرقية؛ بحسب وكالة "رويترز".
وسعت "إسرائيل" في بادئ الأمر إلى عدم كشف خطتها الحالية من حربها المستمرة مع مقاتلي حركة حماس، منذ ثلاثة أسابيع؛ إذ كانت قواتها تتحرك تحت جنح الظلام وفي ظل انقطاع الاتصالات عن الفلسطينيين؛ لكن "إسرائيل" أعلنت لاحقًا ما سمته "المرحلة الثانية" من عملياتها ضد الحركة المدعومة من إيران.
وقال سكان في غزة إن خدمات الاتصالات الهاتفية والإنترنت بدأت في العودة تدريجيًّا، الأحد، بعد انقطاع تام لما يزيد على يوم؛ مما أثر بشدة على عمليات الإنقاذ في الوقت الذي أعلنت فيه "إسرائيل" أنها قصفت أهدافًا لحركة حماس التي تدير القطاع، وخصوصًا في شمال مدينة غزة؛ حيث مقر حكومتها ومراكز القيادة.
وبخلاف صور الدبابات التي نشرها الجيش الإسرائيلي، أظهرت بعض الصور على الإنترنت جنودًا إسرائيليين يلوّحون بالعلم الإسرائيلي في عمق غزة.
ولم تتمكن "رويترز" من التحقق من تلك الصور.
وقالت حماس إنها أطلقت قذائف مورتر على القوات الإسرائيلية في شمال غزة وقصفت دبابات إسرائيلية بالصواريخ؛ مما يقلل من شأن التقارير التي تحدثت عن إحراز عدوها تقدمًا كبيرًا.
وزار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، معبر رفح؛ حيث قال إن منع وصول المساعدات للمدنيين الأبرياء يمكن أن يشكل جريمة، وحث "إسرائيل" على التعاون.
وتؤيد الدول الغربية بشكل عام ما تقول إنه حق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها؛ لكن الغضب الدولي يتصاعد بسبب عدد ضحايا القصف؛ فيما تتزايد الدعوات إلى "هدنة إنسانية" للسماح بوصول المساعدات إلى المدنيين في غزة وتخفيف الأزمة الإنسانية.