كامالا هاريس، المرشحة عن الحزب الديمقراطي في الانتخابات الأمريكية، اتخذت خطوة لافتة بالظهور في برنامج “ساترداي نايت لايف” الكوميدي على قناة “NBC” قبل أيام من مناظرتها مع منافسها الجمهوري دونالد ترامب. ويُبرز هذا الظهور كيف يستخدم السياسيون المنصات الكوميدية للتواصل مع جمهور أوسع، وتحقيق تأثير في السباق الانتخابي.
وقد أوضح مستشار إدارة السمعة علي الهمامي أن اختيار هاريس للظهور في برنامج كوميدي ضمن استراتيجية لجذب انتباه الناخبين، خصوصًا فئة الشباب الذين يتابعون هذا النوع من البرامج. تتيح هذه المنصات للسياسيين فرصة للتواصل بشكل عفوي وغير رسمي، مما يساعد على إبراز جوانب أكثر إنسانية وجذبًا في شخصياتهم.
وأكمل بقوله: بالإضافة إلى تعزيز الشعبية، يتيح هذا النوع من الظهور الفرصة للسياسيين لتمرير رسائلهم بشكل غير تقليدي، من خلال الفكاهة والسخرية، مما قد يكون أكثر تأثيرًا من الخطابات السياسية التقليدية. وهنا، يمكن أن نرى كيف أن الفكاهة قد تصبح أداة قوية في الحملة الانتخابية، حيث تساعد على تركيز الانتباه على نقاط معينة، وربما حتى التقليل من شأن الانتقادات أو الهجمات من المنافسين.
وأضاف الهمامي: يمثل ظهور كامالا هاريس في برنامج “ساترداي نايت لايف” قبل مواجهة انتخابية حاسمة، مثالاً واضحًا على كيفية تطور أساليب التواصل السياسي. في عالم يتسم بالسرعة في نقل المعلومات والتغيرات المستمرة، يحتاج السياسيون إلى التكيف والبحث عن طرق جديدة للتواصل مع الناخبين. وفي مثل هذه البرامج، يمكن للسياسيين أن يتجاوزوا القنوات الإعلامية التقليدية، ليقدموا أنفسهم بشكل مختلف وأكثر قربًا من الناس. يعد هذا الأمر مهمًا بشكل خاص في مجتمع يعتمد بشكل متزايد على وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية.
وعلق مستشار إدارة السمعة بأنه من خلال المشاركة في هذه الأنواع من البرامج، يستطيع السياسيون تخفيف حدة المنافسة الانتخابية، وإظهار قدرتهم على التواصل مع مختلف شرائح المجتمع. ويأتي مثل هذا الظهور كتذكير أن الحملات الانتخابية ليست فقط حول السياسات والبرامج والشعارات، بل تتعلق أيضًا ببناء العلاقات والتواصل مع الجمهور بشكل أقوى.
وقد أشار الهمامي إلى أن هذه الاستراتيجية في التواصل السياسي تعكس تغيرًا أعمق في كيفية تفاعل القادة مع الجمهور. حيث إنها تشدد على أهمية القدرة على التواصل بشكل فعّال عبر وسائل الإعلام غير التقليدية، وتقديم الرسائل بطرق تتناسب مع اهتمامات ومخاوف الناس. وشدد على أن السياسيين يظهرون استعدادهم للتعامل مع السياسة بشكل أقل رسمية، مما قد يعزز من بناء جسور من الثقة والتفاهم مع الجمهور.
واختتم بقوله إن هذا التحول نحو استخدام الكوميديا في السياسة ليس مجرد تكتيك عابر، بل هو جزء من اتجاه أوسع نحو تغيير قواعد اللعبة في العلاقات العامة السياسية. إنها تبرز الحاجة إلى الإبداع والتفكير خارج الصندوق للتواصل مع الجمهور.