رائحة الفم الكريهة في الصوم.. تنفر الجميع حتى صاحبها لكنها مؤشر على عملية خطيرة ومفيدة

تلازم الصائم.. ولا تنتهي إلا بزوال أسبابها
رائحة الفم الكريهة في الصوم.. تنفر الجميع حتى صاحبها لكنها مؤشر على عملية خطيرة ومفيدة
تم النشر في

من الوارد أن يعاني الإنسان من رائحة الفم الكريهة في غير أيام شهر رمضان، فلا يكاد يوجد إنسان لا يعاني من رائحة الفم الكريهة من وقت لآخر، أو على فترات متباعدة، والبعض قد يعاني منها يوميًّا، خصوصًا عقب استيقاظه من النوم، لكن في حالة الصوم فإن رائحة الفم الكريهة تلازم الصائم، وتعد عرضًا من أعراضه، وهذا ما أشار له الحديث الشريف: "لخُلوف فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك"، فما المؤشر الذي تدل عليه رائحة الفم الكريهة؟ وما أسباب ملازمتها للصوم؟ وإلى أي مدى تعد مفيدة ويتوجب على الإنسان تفهم دواعيها الجسمية؟

تشير رائحة الفم الكريهة إلى عملية مهمة ومفيدة للغاية بالنسبة لجسم الإنسان؛ هي تخلصه من السموم، ففي الوقت الذي ينفر فيه الإنسان من رائحة فمه الكريهة لتأثيرها السلبي على علاقته بالآخرين وجاذبيته لهم، فإنه لا يفطن في العادة إلى المغزى الصحي الذي يشير إليه انطلاق هذه الرائحة الكريهة، فالجسم يعتمد على نفسه في إزالة السموم التي تتراكم داخله نتيجة لعملياته الحيوية، أو تدخل إليه من الخارج عن طريق الطعام أو استنشاق الهواء، ومن بين الأعضاء التي يعتمد عليها الجسم في طرح السموم والتخلص منها اللسان.

وتقترن علمية التخلص من السموم عن طريق اللسان بظهور طبقة بيضاء سميكة فوق سطحه مصحوبة برائحة كريهة، وملازمة رائحة الفم الكريهة للصائم ناتجة عن دور الصوم في تخليص الجسم من السموم بتهيئة كل أعضائه سواء الكبد أو الرئتين أو الكليتين أو الجلد أو اللسان، والفرق بين مشاركة اللسان في عملية إزالة السموم أثناء الصوم وغيره من الأوقات، أنها حتمية في حالة الصوم؛ إذ تعد مظهرًا من مظاهر الصوم.

وتترتب قوة ومدى ملازمة رائحة الفم الكريهة للصائم على كمية السموم المتراكمة في جسمه، فكلما كانت السموم كثيرة استمر مفعول الصوم في إزالتها عن طريق اللسان وغيره من الأعضاء، أما إذا كانت نسبة السموم محدودة فإن الأعضاء تنتهي من إزالتها، وتختفي مع إزالة السموم رائحة الفم الكريهة، ويحدث ذلك في الأغلب في الأيام الأخيرة من رمضان.

فبحسب الدكتور شيلتون في كتابه "التداوي بالصوم"، فإن رائحة الفم تصبح كريهة مع الصوم، وتبقى كذلك فترة طويلة، ثم تصبح أقل كراهة كلما تقدم المرء في صومه، إلى أن تنتهي كاملاً بانتهاء الصوم، وكلما كان الجسم محتوياً على سموم أكثر كانت رائحة الفم أشد كراهة، واللسان أكثر اتساخاً، وهذا ما يستدعي من الإنسان الاهتمام، فيعتني بإزالة السموم من جسده بالطرق الطبية الصحيحة تعطيه رائحة فمه مؤشراً على وجودها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org