

شهدت الساعات الـ48 الماضية ثوران بركان هايلي غوبي في شمال شرق إثيوبيا للمرة الأولى منذ نحو 12 ألف عام، ما تسبب في اضطرابات واسعة بحركة الطيران فوق عدة دول في غرب آسيا، مع امتداد سحب الرماد إلى اليمن وسلطنة عُمان والهند وشمال باكستان.
يقع البركان في إقليم عفر على بُعد 800 كيلومتر شمال شرق العاصمة أديس أبابا، قرب الحدود مع إريتريا، ضمن منطقة وادي الصدع النشطة جيولوجيًا.
وبحسب برنامج علم البراكين العالمي التابع لمؤسسة سميثسونيان، لم يسجل البركان أي نشاط منذ بداية العصر الهولوسيني قبل 12 ألف عام. وأكد عالم البراكين بجامعة ميشيغن سايمن كارن عبر منصة "بلوسكاي" أن البركان "لم يُظهر نشاطًا ملحوظًا طوال تلك الحقبة".
ووفق مركز تولوز لرصد الرماد البركاني، قذف البركان مساء الأحد أعمدة كثيفة من الرماد وصل ارتفاعها إلى 14 كيلومترًا قبل أن يتراجع النشاط.
وامتدت السحب إلى مناطق بعيدة شملت اليمن وعُمان والهند وشمال باكستان، وسط مخاوف من تأثيرات بيئية محتملة. وأظهرت مقاطع متداولة أعمدة دخان أبيض تتصاعد من فوهة البركان، في حين لم تعلن السلطات الإثيوبية عن خسائر بشرية رغم وقوعه في منطقة مأهولة جزئيًا.
تسببت سحب الرماد وغازات ثاني أكسيد الكبريت في تغيير مسارات عدة رحلات جوية؛ إذ هبطت طائرة كانت متجهة من كانور إلى أبوظبي اضطراريًا في مطار أحمد آباد، كما هبطت طائرة هندية أخرى في أبوظبي لفحص محركاتها قبل إعادتها للهند.
وتتابع السلطات الهندية الوضع لاحتمال وصول الرماد إلى دلهي وجايبور، فيما أكدت شركة "أكاسا للطيران" التزامها بالبروتوكولات الدولية، مشددة على أن "سلامة الركاب على رأس الأولويات".
رصدت صور الأقمار الصناعية وبيانات "فلايت رادار 24" حركة كثيفة للرماد باتجاه باكستان والهند، مع تحذيرات من احتمال أمطار حمضية قد تطال مناطق تُعد من أهم سلال الغذاء عالميًا، ما يهدد المحاصيل في حال استمرار الثوران.
وفي سلطنة عُمان، أكدت هيئة البيئة أنها تراقب مستويات الملوثات، دون رصد أي ارتفاع حتى الآن.
يقع البركان ضمن منطقة الصدع الأفريقي العظيم، ما يثير مخاوف من تأثيرات محتملة على حركة الملاحة جنوب البحر الأحمر إذا استمرت الانبعاثات خلال الأيام المقبلة.
حتى وقت إعداد التقرير، لم تصدر الدول المتأثرة تقديرات رسمية لحجم الأضرار، باستثناء تحويلات احترازية لمسارات الرحلات الجوية.